فيدخل الكفار أجمعون في من لأنه ليس من كافر إلا ويلحقه من التدلل والاستكانه لقدرة الله تعالى أنواع أكثر من أن تحصى بحسب رزاياه واعتباراته
وقوله سبحانه وظلالهم بالغدو والآصال أخبار عن أن الضلال لها سجود لله تعالى كقوله تعالى أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤا ضلاله الآية وقال مجاهد ظل الكافر يسجد طوعا وهو كاره وروي أنا الكافر إذا سجد لصنمه فإن ظله يسجد لله حينئذ وباقي الآية بين ثم مثل الكفار والمؤمنين بقوله قل هل يستوي الأعمى والبصير وشبه الكافر بالأعمى والكفر بالظلمات وشبه المؤمن بالبصير والإيمان بالنور
وقوله سبحانه قل الله خالق كل شيء لفظ عام يراد به الخصوص كما تقدم ذكره في غير هذا الموضع
وقوله سبحانه أنزل من السماء ماء يريد به المطر
فسألت اودية بقدرها الأودية ما بين الجبال من الأنخفاض والخنادق وقوله بقدرها يحتمل أن يريد بما قدر لها من الماء ويحتمل أن ريد بقدر ماتحمله على قدر صغرها وكبرها ت وقوله فأحتمل بمعنى حمل كاقدر وقدر قاله ص والزبد ما يحمله السيل من غثاء ونحوه والرابي المنتفخ الذي قد ربا ومنه الربوة
وقوله سبحانه ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أومتاع زبد مثله المعنى ومن الأشياء التي توقدون عليها ابتغاء الحلي وهي الذهب والفضة أو ابتغاء الأستمتاع بها في المرافق وهي الحديد والرصاص والنحاس ونحوها من الأشياء التي توقدون عليها فأخبر تعالى أن من هذا أيضا إذا أحمي عليها يكون لها زبد مماثل للزبد الذي يحمله السيل ثم ضرب سبحانه ذلك مثلا للحق والباطل أي أن الماء الذي تشربه الأرض من السيل فيقع النفع به هو كالحق والزبد الذي يخمد وينفش ويذهب هو كالباطل وكذلك ما يخلص من الذهب والفضة والحديد ونحوه هو كالحق وما يذهب في الدخان هو كالباطل
وقوله جفاء


الصفحة التالية
Icon