هذا مما كله واقع تحت قدرة الله عز و جل وأكثر المفسرين على أن التبديل يكون بارض بيضاء عفراء لم يعص الله فيها ولا سفك فيها دم وليس فيها معلم لأحد وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال المؤمنون وقت التبديل في ظل العرش وروي عنه أنه قال الناس وقت التبديل على الصراط وروي أنه قال الناس حينئذ أضياف الله فلا يعجزهم ما لديه وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان في سؤال الحبر وقوله يا محمد أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فقال صلى الله عليه و سلم هم في الظلمة دون الجسر الحديث بطوله وخرجه مسلم وأبن ماجه جميعا قالا حدثنا أبو بكر بن ابن أبي شيبة ثم أسندا عن عائشة قالت سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فأين يكون الناس قال على الصراط وخرجه الترمذي من حديث عائشة قالت يا رسول الله والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه فأين يكون المؤمنون يومئذ قال على الصراط يا عائشة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح انتهى من التذكرة
وترى المجرمين أين الكفار ومقرنين أي مربوطين في قرن وهو الحبل الذي تشد به رؤوس الإبل والبقر والأصفاد هي الأغلال واحدها صفد والسرابيل القمص والقطران هو الذي تهنأ به الإبل وللنار فيه اشتعال شديد فلذلك جعل الله قمص أهل النار منه وقرا عمر بن الخطاب وعلي وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم من قطرآن والقطر القصدير وقيل النحاس وروي عن عمر أنه قال ليس بالقطران ولكنه النحاس يسربلونه وآن صفة وهو الذائب الحار الذي تناهى حره
قال الحسن قد سعرت عليه جهنم منذ خلقت فتناهى حره
وقوله سبحانه ليجزي الله كل نفس ما كسبت الآية جاء من لفظة الكسب بما يعم المسيء والمحسن لينبه على أن المحسن أيضا يجازى بإحسانه خيرا


الصفحة التالية
Icon