وقال ابن العربي في أحكامه قوله تعالى لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم المعنى أعطيناك الآخرة فلا تنظر إلى الدنيا وقد أعطيناك العلم فلا تتشاغل بالشهوات وقد منحناك لذة القلب فلا تنظر إلى لذة البدن وقد أعطيناك القرآن فاستغن به فمن استغنى به لا يطمح بنظره إلى زخارف الدنيا وعنده معارف المولى حيي بالباقي وفني عن الفاني انتهى
وقوله سبحانه وقل إني أنا النذير المبين كما أنزلنا على المقتسمين قال ع والذين أقول به في هذه أن المعنى وقل أنا نذير كما قال قبلك رسلنا ونزلنا عليهم كما أنزلنا عليك واختلف في المقتسمين من هم فقال ابن عباس وابن جبير المقتسمون هم أهل الكتاب الذي فرقوا دينهم وجعلوا كتاب الله أعضاء آمنوا ببعض وكفروا ببعض وقال لنحوه مجاهد وقالت فرقة المقتسمون هم كفار قريش جعلوا القرآن سحرا وشعرا وكهانة وجعلوه أعضاء بهذا التقسيم وقالت فرقة عضين جميع عضة وهي اسم للسحر خصاة بلغة قريش وقاله عكرمة ت وقال الواحدي كما أنزلنا عذابا على المقتسمين الذي اقتسموا طرق مكة يصدون الناس عن الإيمان انتهى من مختصره
وقوله سبحانه فوربك لنسالنهم أجمعين الآية ضمير عام ووعيد محض يأخذ كل أحد منه بحسب جرمه وعصيانه فالكافر يسأل عن التوحيد والرسالة وعن كفره وقصده به والمؤمن العاصي يسأل عن تضييعه وكل مكلف عما كلف القيام به وفي هذا المعنى أحاديث قال ابن عباس وكل مكلف عما كلف القيام به وفي هذا المعنى أحاديث قال ابن عباس في هذه الآية يقال لهم لم عملتم كذا وكذا قال وقوله تعالى فيومئذ لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان معناه لا يقال له ماذا اذنبت لأن الله تعالى أعلم بذنبه منه وقوله سبحانه فاصدع بما تومر اصدع معناه انفذ وصرح بما بعثت به وقوله واعرض عن المشركين من آيات المهادنة التي نسختها آية