روح ومنه قوله تعالى أوحينا اليك روحا من أمرنا وقال الزجاج الروح ما تحي به القلوب من هداية الله عز و جل وهذا قول حسن قال الداودي عن ابن عباس قال الروح خلق من خلق الله وأمر من أمر الله على صور بني آدم وما ينزل من السماء ملك إلا ومعه روح كالحفيظ عليه لا يتكلم ولا يراه ملك ولا شيء مما خلق الله وعن مجاهد الروح خلق من خلق الله لهم أيد وأرجل انتهى والله أعلم بحقيقة ذلك وهذا أمر لا يقال بالرأي فإن صح فيه شيء عن النبي صلى الله عليه و سلم وجب الوقوف عنده انتهى ومن في قوله من يشاء هي للأنبياء وقوله تعالى خلق الإنسان من نطفة يريد بالإنسان الجنس
وقوله خصيم يحتم أن يريد به الكفرة الذين يجادلون في آيات الله قال الحسن البصري ويحمل أن يريد أعم من هذا على ان الآية تعديد نعمة الذهن والبيان علىالبشر
وقوله سبحانه والأنعام خلقها لكم فيها دفء الدفء السخانة وذهاب البرد بالاكسية ونحوها وقيل الدفء تناسل الإبل وقال ابن عباس هو نسل كل شيء والمعنى الأول هو الصحيح والمنافع ألبانها وما تصرف منها وحرثها والنضح عليها وغير ذلك
وقوله جمال أي في المنظر وتريحون معنا حين ترودونها وقت الرواح إلى المنازل وتسرحون معناه تخرجونها غدوة إلى السرح والأثقال الأمتعة وقيل الأجسام كقوله وأخرجت الأرض أثقالها أي اجساد بني آدم وسميت الخيل خيلا لاختيالها في مشيتها ت ويجب على من ملكه الله شيئا من هذا الحيوان أن يرفق به ويشكر الله تعالى على هذه النعمة التي خولها وقد روى مالك ف الموطأ عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان يرفعه قال إن الله رفيق يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فأنزلوها منازلها فإن كانت الأرض جدبة فأنجوا عليها بنقيها


الصفحة التالية
Icon