وقبل بيعة العقبة ووقع في الصحيحين لشريك بن أبي نمر وهم في هذا المعنى فإنه روى حديث الإسراء فقال فيه وذلك قبل أن يوحى إليه ولا خلاف بين المحدثين أن هذا وهم من شريك قال ص أسرى بعبده بمعنى سرى وليست همزته للتعدية بل كسقى واسقى والباء للتعدية وليلا ظرف للتأكيد لأن السرى لا يكون لغة إلا بليل وقيل يعني به في جوف الليل فلم يكن أدلاجا ولا أدلاجا انتهى والمسجد الأقصى بيت المقدس والأقصى البعيد والبركة حوله من وجهين أحدهما النبوؤ والشرائع والرسل الذين كانوا في ذلك القطر وفي نواحيه والآخر النعم من الأشجار والمياه والأرض المفيدة
وقوله سبحانه لنريه يريد لنري محمدا بعينه آياتنا في السماوات والملائكة والجنة والسدرة وغير ذلك من العجائب مما رآه تلك الليلة ولا خلاف أن في هذا الإسراء فرضت الصلوات الخمس على هذه الأمة
وقوله سبحانه أنه هو السميع البصير وعيد للمكذبين بأمر الإسراء أي هو السميع لما تقولون البصير بأفعالكم
وآتينا موسى الكتاب أي التوراة
وقوله الا تتخذوا من دوني وكيلا الآية التقدير فعلنا ذلك ليلا تتخذوا يا ذرية فذرية منصوب على النداء وهذه مخاطبة للعالم ويتجه نصب ذرية على أنه مفعول بتتخذوا ويكون المعنى أن لا يتخذوا بشرا إلاها من دون الله وقرأ أبو عمرو وحده الا يتخذوا بالياء على لفظ الغائب والوكيل هنا من التوكيل أي متوكلا عليه في الأمور فهو ند لله بهذا الوجه وقال مجاهد وكيلا شريكا ووصف نوح بالشكر لأنه كان يحمد الله في كل حال وعلى كل نعمة من المطعم والمشرب والملبس والبراز وغير ذلك صلى الله عليه و سلم قال سليمان الفارسي وغيره قال ابن المبارك في رقائقه أخبرنا ابن أبي ذيب عن سعيد المقبري عن أبيه عن عبد الله بن سلام أن موسى عليه السلام قال يا رب ما الشكر الذي ينبغي لك قال يا موسى لا يزال


الصفحة التالية
Icon