الخامس أن موضعه تراه الملائكة من السماء كما يتراءى الكوكب الدري لنا في السماء وقد روى الترميذي عن أبي امامة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عليكم بقيام الليل فإنه من دأب الصالحين قبلكم وأن قيام الليل قربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الآثام وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد وروى أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين انتهى من المدخل
وقوله سبحانه عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا عدة من الله عز و جل لنبيه وهو أمر الشفاعة الذي يتدافعه الأنبياء حتى ينتهي إليه صلى الله عليه و سلم والحديث بطوله في البخاري ومسلم قال ابن العربي في أحكامه واختلف في وجه كون قيام الليل سببا للمقام المحمود على قولين للعلماء أحدهما أن الباري تعالى يجعل ما يشاء من فضله سببا لفضله من غير معرفة لنا بوجه الحكمة الثاني أن قيام الليل فيه الخلوة بالباري تعالى والمناجات معه دون الناس فيعطى الخلوة به ومناجاته في القيامة فيكون مقاما محمودا ويتفاضل فيه الخلق بحسب درجاتهم واجلهم فيه درجة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فيعطى من المحامد ما لم يعط أحد ويشفع فيشفع انتهى
وقوله سبحانه وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق الآية ظاهر الآية والأحسن أن يكون دعا عليه السلام في أن يحسن الله حالته في كل ما يتناول من الأمور ويحاول من الأسفار والأعمال وينتظر من تصرف المقادير في الموت والحياة فهي على أتم عموم معناه رب أصلح لي وردى في كل الأمور وصدري وذهب المفسرون إلى تخصيص اللفظ فقال ابن عباس وغيره أدخلني المدينة وأخرجني من مكة وقال ابن عباس أيضا الادخال بالموت في القبر والاخراج البعث


الصفحة التالية
Icon