لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا الآية روي في قول هذه المقالة للنبي صلى الله عليه و سلم حديث طويل مقتضاه أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وعبد الله بن أبي أمية والنضر بن الحارث وغيرهم من مشيخة قريش وساداتها اجتمعوا عليه فعرضوا عليه أن يملكوه أن إراد الملك أو يجمعوا له كثيرا من المال إن أراد الغنى ونحو هذا من الأقاويل فدعاهم صلى الله عليه و سلم عند ذلك إلى الله وقال إنما جئتكم بأمر من الله فيه صلاح دنياكم ودينكم فإن أطعتم فحسن وإلا صبرت حتى يحكم الله بيني وبينكم فقالوا له حينئذ فإن كان ما تزعم حقا ففجر لنا من الأرض ينبوعا الحديث بطوله والينبوع الماء النابع وخلالها ظرف ومعناه اثناءها وفي داخلها
وقوله كما زعمت إشارة إلى ما تلا عليهم قبل ذلك في قوله سبحانه إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء الآية والكسف الشيء المقطوع وقال الزجاج المعنى أو تسقط السماء علينا طبقا
وقوله قبيلا قيل معناه مقابلة وعيانا وقيل معناه ضامنا وزعيما بتصديقك ومنه القبالة وهي الضمان وقيل معناه نوعا وجنسا لا نظير له عندنا
أو يكون لك بيت من زخرف قال المفسرون الزخرف الذهب في هذا الموضع
أو ترقى في السماء أي في الهواء علوا ويحتمل أن يريد السماء المعروفة وهو أظهر ت وذكر ع هنا كلمات الواجب طرحها ولهذا أعرضت عنها وترقى معناه تصعد ويروى أن قائل هذه المقالة هو عبدا لله بن أبي أمية ويروى أن جماعتهم طلبت هذا النحو منه فأمره عز و جل أن يقول سبحان ربي أي تنزيها له من الاتيان إليكم مع الملائكة قبيلا ومن أقتراحي أنا عليه هذه الأشياء وهل انا إلا بشر إنما علي البلاغ المبين فقط
وقوله مطمئنين أي وادعين فيها مقيمين
وقوله سبحانه قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم روي أن من تقدم الآن ذكرهم من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم في آخر قولهم


الصفحة التالية
Icon