الحسن نعيم الجنة ويتقدمه خير الدنيا
وقوله تعالى ان يقولون إلا كذبا أي ما يقولن فهي النافية
وقوله سبحانه فلعلك باخع نفسك هذه الآية آية تسلية للنبي صلى الله عليه و سلم والباخع نفسه هو مهلكها قال ص لعل للترجي في المحبوب والإشفاق في المحذور وهي هنا للإشفاق انتهى
وقوله على ءاثارهم استعارة فصيحة من حيث لهم أدبار وتباعد عن الإيمان فكأنهم من فرط ادبارهم قد بعدوا فهو في آثارهم يحزن عليهم
وقوله بهذا الحديث أي بالقرآن والأسف المبالغة في حزن أو غضب وهو في هذا الموضع الحزم لأنه على من لا يملك ولا هو تحت يد الآسف ولو كان الأسف من مقتدر على من هو في قبضته وملكه لكان غضبا كقوله تعالى فلما ءاسفونا أي أغضبونا قال قتادة أسفا حزنا
وقوله سبحانه انا جعلنا ما على الأرض زينة لها الآية بسط في التسلية أي لا تهتم بالدنيا وأهلها فإن أمرها وأمرهم أقل لفناء ذلك وذهابه فانا إنما جعلنا ما على الأرض زينة وامتحانا واختبارا وفي معنى هذه الآية قوله صلى الله عليه و سلم الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء
لنبلوهم أي لنختبرهم وفي هذا وعيد ما قاله سفيان الثوري أحسنهم عملا أزهدهم فيها وقال أبو عاصم العسقلاني أحسن عملا الترك لها قال ع وكان أبي رحمه الله يقول أحسن العمل أخذ بحق وانفاق في حق وأداء الفرائض واجتناب المحارم والأكثار من المندوب إليه
وقوله سبحانه وانا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أي يرجع ذلك كله ترابا والجرز الأرض التي لا شيء فيها من عمارة وزينة فهي البلقع وهذه حالة الأرض العامرة لا بد لها من هذا في الدنيا جزءا جزءا من الأرض ثم يعمها ذلك بإجماعها عند القيامة والصعيد وجه الأرض وقيل الصعيد التراب خاصة
وقوله سبحانه أم


الصفحة التالية
Icon