وقوله خاوية على عروشها يريد أن السقوف وقعت وهي العروش ثم تهدمت الحيطان عليها فهي خاوية والحيطان على العروش ت فسر ع رحمه الله لفظ خاوية في سورة الحج والنمل بخالية والأحسن أن تفسر هنا وفي الحج بساقطة وأما التي في النمل فيتجه أن تفسر بخالية وبساقطة قال الزبيدي في مختصر العين خوت الدار باد أهلها وخوت تهدمت انتهى وقال الجوهري في كتابه المسمى بتاج اللغة وصحاح العربية خوت النجوم خيا أمحلت وذلك إذا سقطت ولم تمطر في نوئها وأخوت مثله وخوت الدار خواء ممدودا أقوت وكذلك إذا سقطت ومنه قوله تعالى فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا أي خالية ويقال ساقطة كما قال فهي خاوية على عروشها أي ساقطة على سقوفها انتهى وهو تفسير بارع وبه أقول وقد تقدم إيضاح هذا المعنى في سورة البقرة وقوله ياليتني لم أشرك بربي أحدا قال بعض المفسرين هي حكاية عن مقالته هذا الكافر في الآخرة ويحتمل أن يكون قالها في الدنيا على جهة التوبة بعد حلول المصيبة ويكون فيها زجر لكفرة قريش وغيرهم والفئة الجماعة التي يلجأ إلى نصرها
وقوله سبحانه هنالك يحتمل أن تكون ظرفا لقوله منتصرا ويحتمل أن يكون الولاية مبتدأ وهنالك خبره وقرأ حمزة والكسائي الولاية بكسر الواو وهي بمعنى الرياسة ونحوه وقرأ الباقون الولاية بفتح الواو وهي بمعنى الموالاة والصلة ونحوه وقرأ أبو عمرو والكسائي الحق بالرفع على النعت للولاية وقرأ الباقون بالخفض على النعت لله عز و جل وقرأ الجمهور عقبا بضم العين والقاف وقرأ حمزة وعاصم بسكون القاف والعقب والعقب بمعنى العاقبة
وأضرب لهم مثل الحيواة الدنيا يريد حياة الإنسان كماء أنزلناه من السماء فاختلط به أي فاختلط النبات بعضه ببعض بسب الماء فأصبح هشيما أصبح عبارة عن صيرورته إلى ذلك والهشيم المتفتت من يابس العشب وتذروه بمعنى تفرقه


الصفحة التالية
Icon