كلام العرب العبارة عنه بالظن وتأمل هذه الآية وتأمل كلام العرب وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة والمصرف المعدل والمراغ وهو مأخوذ من الأنصراف من شيء إلا شيء
وقوله تعالى ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا الإنسان هنا يراد به الجنس وقد استعمل صلى الله عليه و سلم الآية على العموم في مروره بعلي ليلا وأمره له بالصلاة بالليل فقال علي إنما أنفسنا يا رسول الله بيد الله أو كما قال فخرج صلى الله عليه و سلم وهو يضرب فخذه بيده ويقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا
وقوله سبحانه وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الآية الناس هنا يراد بهم كفار عصر النبي صلى الله عليه و سلم وسنة الأولين هي عذاب الأمم المذكورة في القرآن
أو يأتيهم العذاب قبلا أي مقابلة عيانا والمعنى عذابا غير المعهود فتظهر فائدة التقسيم وقد وقع ذلك بهم يوم بدر وكأن حالهم تقتضي التأسف عليهم وعلى ضلالهم ومصيرهم بآرائهم إلى الخسران عافانا الله من ذلك
ويدحضوا معناه يزهقوا والدحض الطين
وقوله فلن يهتدوا إذا أبدا لفظ عام يراد به الخاص ممن حتم الله عليه أنه لا يؤمن ولا يهتدي أبدا كأبي جهل وغيره
وقوله بل لهم موعد قالت فرقة هو أجل الموت وقالت فرقة هو عذاب الآخرة وقال الطبري هو يوم بدر والحشر
وقوله سبحانه لن يجدوا من دونه موئلا أي لا يجدون عنه منجى يقال وأل الرجل يئل إذا نجا ثم عقب سبحانه توعدهم بذكر الأمثلة من القرى التي نزل بها ما توعد هؤلاء بمثله والقرى المدن والإشارة إلى عاد وثمود وغيرهم وباقي الآية بين قال ص وقوله لما ظلموا في لما ظلموا أشعار بعلة الاهلاك وبهذا استدل ابن عصفور على حرفية لما لأن الظرف لا دلالة فيه على