نائمون الآية تتضمن وعيدا للكافرين المعاصرين لنبينا محمد صلى الله عليه و سلم لأنه لما أخبر عما فعل في الأمم الخالية قال ومن يؤمن هؤلاء أن ينزل بهم مثل ما نزل بأولئك وهذا استفهام على جهة التوقيف والبأس العذاب و مكر الله هي إضافة مخلوق إلى خالق والمراد فعل يعاقب به مكرة الكفرة والعرب تسمي العقوبة باسم الذنب
وقوله سبحانه أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها هذه الف تقرير دخلت على واو العطف و يهدي معناه يبين فيحتمل أن يكون المبين الله سبحانه ويحتمل أن يكون المبين قوله أن لو نشاء أي علمهم بذلك وقال ابن عباس ومجاهد وابن زيد يهدي معناه يتبين وهذه أيضا آية وعيد أي ألم يظهر لوارثي الأرض بعد أولئك الذين تقدم ذكرهم وما حل بهم أنا نقدر لو شئنا أصبناهم بذنوبهم كما فعلنا بمن تقدم وفي العبارة وعظ بحال من سلف من المهلكين
وقوله سبحانه تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين تلك ابتداء و القرى قال قوم هو نعت والخبر نقص وعندي أن أهل القرى هي خبر الابتداء وفي ذلك معنى التعظيم لها ولمهلكها وهذا كما قيل في قوله تعالى الكتاب قال عليه السلام اولئك الملأ وكقوله ابن أبي الصلت تلك المكارم وهذا كثير ثم ابتدأ سبحانه الخبر عن جميعهم بقوله جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل هذا الكلام يحتمل وجوها من التأويل أحدها أن يريد أن الرسول جاء لكل فريق منهم فكذبوه لأول أمره ثم استبانت حجته وظهرت الآيات الدالة على صدقه مع استمرار دعوته فلجوا هم في كفرهم ولم يؤمنوا بما سبق به تكذيبهم والثاني من الوجوه أن يريد فما كان آخرهم في الزمن ليؤمن بما كذب به أولهم في الزمن بل مشى بعضهم على


الصفحة التالية
Icon