ويحتمل أن يراد مردفين للمؤمنين ويحتمل أن يراد مردفين بعضهم بعضا وأنشد الطبري شاهدا على أن أردف بمعنى جاء تابعا قول الشاعر... إذا الجوزاء أردفت الثريا... ظننت بآل فاطمة الظنونا...
والثريا تطلع قبل الجوزاء وروي في الصحيح الاشهران الملائكة قاتلت يوم بدر واختلف في غره قال ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث عن ابن عباس أنه قالحدثني رجل من بني غفار قال أقلت أنا وابن عم لي حتى صعدنا في جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون فننتهب مع من ينتهب قال فبينما نحن في الجبل إذ دنت منا سحابة فسمعنا فيها حمحمة الخيل فسمعت قائلا يقول اقدم حيزوم فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات مكانه وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت قال ابن إسحاق وحدثني عبد الله بن أبي بكر عن بعض بني ساعدة عن أبي سعيد مالك بن ربيعة وكان شهد بدرا قال بعد أن ذهب بصره لو كنت اليوم ببدر ومعي بصري لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة لا أشك ولا أتمارى انتهى من سيرة ابن هشام
وقوله سبحانه وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم الضمير في جعله عائد على الوعد وهذا عندي أمكن الأقوال من جهة المعنى وقيل عائد على المدد والإمداد وقيل عائد على الأرداف وقيل عائد على الألف
وقوله وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم توقيف على أن الأمر كله لله وأن تكسب المرء لا يغني إذا لم يساعده القدر وإن كان مطلوبا بالجد كما ظاهر رسول الله صلى الله عليه و سلم بين درعين
وقوله سبحانه إذ يغشيكم النعاس امنة منه القصد تعديد نعمه سبحانه على المؤمنين في يوم بدر والتقدير اذكروا إذ فعلنا بكم كذا وإذ فعلنا كذا والعامل في إذا اذكروا وقرأ نافع يغشيكم بضم الياء وسكون الغين وقرأ حمزة وغيره يغشيكم بفتح الغين