آيات كثيرة من كتاب الله عز و جل وأمكن الله منه يوم بدر وقتله رسول الله صلى الله عليه و سلم صبرا بالصفراء منصرفة من بدر في موضع يقال له الأثيل وكان أسره المقداد فلما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بضرب عنقه قال المقداد أسيري يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه كان يقول في كتاب الله ما قد علمتم ثم أعاد الأمر بقتله فأعاد المقداد مقالته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم أغن المقداد من فضلك فقال المقداد هذا الذي أردت فضربت عنق النضر
وقوله عز و جل وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية روي عن مجاهد وغيره أن قائل هذه المقالة هو النضر بن الحارث المذكور وفيه نزلت هذه الآية قال ع وترتب أن يقول النضر مقالة وينسبها القرآن إلى جميعهم لأن النضر كان فيهم موسوما بالنبل والفهم مسكونا إلى قوله فكان إذا قال قولا قاله منهم كثير واتبعوه عليه حسب ما يفعله الناس أبدا بعلمائهم وفقهائهم ت وخرج البخاري بسنده عن أنس بن مالك قال قال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتينا بعذاب أليم فنزلت وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم إلى عن المسجد الحرام والمشار إليه بهذا هو القرآن وشرع محمد صلى الله عليه و سلم والذي حملهم على هذه المقالة هو الحسد فعميت بصائرهم عن الهدى وصمموا على أن هذا ليس بحق نعوذ بالله من جهد البلاء وسوء القضاء وحكى ابن فورك أن هذه المقالة خرجت منهم مخرج العناد وهذا بعيد في التأويل ولا يقول هذا على جهة العناد عاقل وقراءة الناس إنما هي بنصب الحق على أنه خبر كان ويكون هو فصلا فهو حينئذ اسم وأمطر إنما تستعمل غالبا في المكروه ومطر في الرحمة قاله أبو عبيدة
وقوله سبحانه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم الآية قالت فرقة نزلت هذه الآية كلها بمكة وقالت