ارتفاع التساؤل لهذه الوجوه ثم تأتى فى القيامة مواطن يكون فيها السؤال والتعارف قال ع وهذا التأويل حسن وهو مروى المعنى عن ابن عباس وذكر البزار من حديث انس عن النبى صلى الله عليه و سلم قال ملك موكل بالميزان فيؤتى بابن ءادم فيوقف بين كفتى الميزان فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلأن سعادة لا يشقى بعدها ابدا وان خف ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق شقى فلان شقاوة لا يسعد بعدها ابدا انتهى من العاقبة وروى ابو داود فى سننه عن عائشة انها ذكرت النار فبكت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يبكيك قالت ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون اهليكم يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اما فى ثلاثة مواطن فلا يذكر احد احدا عند الميزان حتى يعلم ايخف ميزانه ام يثقل وعند الكتاب حتى يقول هاؤم اقرءوا كتابيه حتى يعلم اين يعطى كتابه افى يمينه ام في شماله ام من وراء ظهره وعند الصراط اذا وضع بين ظهرى جهنم انتهى ولفح النار اصابتها بالوهج والإحراق والكلوح انكشاف الشفتين عن الأسنان وقد شبه ابن مسعود ما فى الآية بما يعترى رءوس الكباش اذا شيطت بالنار فانها تكلح ومنه كلوح الكلب والأسد ت وفى الترمذى عن ابى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال وهم فيها كالحون قال تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخى شفته السفلى حتى تضرب سرته الحديث قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب انتهى وهذا هو المعول فى فهم الآية واما قول البخارى كالحون معناه عابسون فغير ظاهر ولعله لم يقف على الحديث
وقوله سبحانه الم تكن آياتى اي يقال لهم والآيات هنا القرءان وقرأ حمزة شقاوتنا ثم وقع جواب رغبتهم بحسب ما حتمه الله من عذابهم بقوله اخسئوا فيها ولا تكلمون ويقال ان


الصفحة التالية
Icon