بذر فيه ما عنده من بذر نفسه ووسواسة العفن المسوس او بذر فيه معرفته بالرب المقدس انتهى ت فإن اردت سلامتك فى ذلك اليوم فليكن قلبك الآن مقبلا على طاعة مولاك فانه يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم قال الواحدى تتقلب فيه القلوب بين الطمع فى النجاة والخوف من الهلاك والإبصار تتقلب فى اي ناحية يوخذ بهم أذات اليمين ام ذات الشمال ومن اي جهة يؤتون كتبهم انتهى
وقوله سبحانه ليجزيهم اي فعلوا ذلك ليجزيهم احسن ما عملوا اي ثواب احسن ما عملوا ولما ذكر تعالى حالة المؤمنين وتنويره قلوبهم عقب ذلك بذكر الكفرة واعمالهم فقال والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة وهى جمع قاع والقاع المنخفض البساط من الأرض ويريد بجاءه جاء موضعه الذى تخيله فيه ويحتمل أن يعود الضمير فى جاءه على السراب ثم يكون في الكلام بعد ذلك متروك يدل عليه الظاهر تقديره فكذلك الكافر يوم القيامة يظن عمله نافعا حتى اذا جاءه لم يجده شيأ
وقوله ووجد الله عنده اي بالمجازات والظمير فى عنده عائد على العمل وباقى الآية وعيد بين
وقوله تعالى او كظلمات عطف على قوله كسراب وهذا المثال الأخير تضمن صفة اعمالهم فى الدنيا اي انهم من الضلال فى مثل هذه الظلمات المجتمعة من هذه الأشياء وذهب بعض الناس الى ان فى هذا المثال اجزاء تقابل اجزاء من الممثل به فقال الظلمات الأعمال الفاسدة والمعتقدات الباطلة والبحر اللجى صدر الكافر وقلبه واللجى معناه ذو اللجة وهى معظم الماء وغمرة واجتماع ما به اشد لظلمته والموج هو الضلال والجهالة التى قد غمرت قلبه والسحاب هو شهوته فى الكفر وإعراضه عن الإيمان قال ع وهذا التأويل سائغ وان لايقدر هذا االتقابل سائغ
وقوله إذا اخرج يده لم يكد يراها لفظ يقتضى مبالغة الظلمة واختلف فى هذه اللفظة هل معناها انه لم يريده البتة او المعنى انه رءاها