هذه الآية إنها منسوخة بآية الاستيذان المتقدمة قال ع والنسخ لا يتصور فى شىء من هذه الآيات بل هى كلها محكمة اما قوله ولا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل ففى التعدى والخدع ونحوه واما هذه الاية ففى اباحة طعام هذه الأصناف التى يسرها استباحة طعامها على هذه الصفة واما ءاية الاذن فعله ايجاب الاستيذان خوف الكشفة فإذا استإذن المرء ودخل المنزل بالوجه المباح صح له بعد ذلك اكل الطعام بهذه الاباحة وليس يكون فى الآية نسخ فتأمله
وقوله تعالى انما المومنون الذين ءامنوا بالله ورسوله الآية انما هنا للحصر والأمر الجامع يراد به ما للإمام حاجة الى جمع الناس فيه لمصلحة فالأدب اللازم فى ذلك ان لا يذهب احد لعذر الا بإذنه والإمام الذى يترقب اذنه هو امام الأمارة وروى ان هذه الآية نزلت فى وقت حفر النبى صلى الله عليه و سلم خندق المدينة فكان المؤمنون يستأذنون والمنافقون يذهبون دون اذن ثم امر تعالى نبيه عليه السلام بالاستغفار لصنفى المؤمنين من اذن له ومن لم يؤذن له وفى ذلك تأنيس للمؤمنين ورأفة بهم
وقوله تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا اي لا تخاطبوه كمخاطبة بعضكم لبعض وامرهم تعالى فى هذه الآية وفى غيرها ان يدعو رسول الله بأشرف اسمائه وذلك هو مقتضى التوقير فالادب فى الدعاء ان يقول يا رسول الله ويكون ذلك بتوقير وبر وخفض صوت قاله مجاهد واللواذ الروغان ثم امرهم تعالى بالحذر من عذاب الله ونقمته اذا خالفوا امره ومعنى يخالفون عن امره اي يقع خلافهم بعد امره ثم اخبر تعالى انه قد علم ما اهل الارض والسماء عليه وباقى الاية بين والحمد لله


الصفحة التالية
Icon