الا هو كما قال الله عز و جل الذى يعلم السر فى السموات والارض اي الذى يعلم الحكمة فى خلقها وكذلك فى خلقنا وخلق جميع المخلوقات انتهى
وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام الاية المعنى عندهم ان من كان رسولا فهو مستغن عن الاكل والمشى فى الاسواق ومحاجتهم بهذا مذكورة فى السير ثم اخبر تعالى عن كفار قريش وهم الظالمون المشار اليهم انهم قالوا ان تتبعون الا رجلا مسحورا اي قد سحر ثم نبه تعالى نبيه مسليا له عن مقالتهم فقال انظر كيف ضربوا لك الامثال الاية والقصور التى فى هذه الاية تأولها الثعلبى وغيره انها فى الدنيا والقصور هى البيوت المبنية بالجدرات لانها قصرت عن الداخلين والمستأذنين وباقى الاية بين والضمير فى رأتهم لجهنم
وقوله سبحانه قل اذلك خير ام جنة الخلد المعنى قل يا محمد لهؤلاء الكفرة الصائرين الى هذه الاحوال من النار اذلك خير ام جنة الخلد وهذا استفهام على جهة التوقيف والتوبيخ لان الموقف جائز له ان يوقف محاوره على ما شاء ليرى هل يجيبه بالصواب او بالخطإ
وقوله تعالى ويوم نحشرهم يعنى الكفار وما يعبدون من دون الله يريد كل شىء عبد من دون الله وقرأ ابن عامر فنقول بالنون قال جمهور المفسرين والموقف المجيب كل من ظلم بأن عبد ممن يعقل كالملائكة وعيسى وعزير وغيرهم وقال الضحاك وعكرمة الموقف المجيب الاصنام التى لا تعقل يقدرها الله تعالى على هذه المقالة ويجىء خزى الكفرة لذلك ابلغ وقرأ الجمهور نتخذ بفتح النون وذهبوا بالمعنى الى انه من قول من يعقل وان هذه الاية بمعنى التى فى سورة سبإ ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة الاية وكقول عيسى ما قلت لهم الا ما امرتنى به وقولهم حتى نسوا الذكر اي ما ذكر به الناس على السنة الانبياء عليهم ٠السلام وقرأ زيد بن ثابت وجماعة نتخذ بضم النون
وقوله تعالى فقد كذبوكم الاية خطاب من الله تعالى للكفرة اخبرهم ان معبوداتهم


الصفحة التالية
Icon