وقوله تعالى وقرونا بين ذلك كثيرا ابهام لا يعلم حقيقته الا الله عز و جل والتبار الهلاك والقرية التى امطرت مطر السوء هى سذوم مدينة قوم لوط وما لم نذكر تفسيره قد تقدم بيانه للفاهم المتيقط ثم ذكر سبحانه انهم اذا رأوا محمدا عليه السلام قالوا على جهة الاستهزاء اهذا الذى بعث الله رسولا قال ص ان يتخذونك ان نافية جواب اذا انتهى ثم انس الله تعالى نبيه بقوله ارأيت من اتخذ الهه هواه الاية المعنى لا تتأسف عليهم ومعنى اتخذ الهه هواه اي جعل هواه مطاعا فصار كالإله ان هم الا كالأنعام اي بل هم كالأنعام ت وعبارة الواحدى ان هم اي ما هم الا كالانعام انتهى
وقوله سبحانه الم تر الى ربك كيف مد الظل الاية مد الظل باطلاق هو ما بين اول الاسفار إلى بزوغ الشمس ومن بعد مغيبها ايضا وقتا يسيرا فان فى هذين الوقتين على الارض كلها ظلا ممدودا
ولو شاء لجعله ساكنا اي ثابتا غير متحرك ولا منسوخ لكنه جعل الشمس ونسخها اياه وطردها له من موضع الى موضع دليلا عليه مبينا لوجوده ولوجه العبرة فيه وحكى الطبرى انه لولا الشمس لم يعلم ان الظل شىء اذ الاشياء انما تعرف بأضدادها
وقوله تعالى قبضا يسيرا يحتمل ان يريد لطيفا اي شيأ بعد شىء لافى مرة واحدة قال الداودى قال الضحاك قبضا يسيرا يعنى الظل اذا علته الشمس انتهى قال الطبرى ووصف الليل باللباس من حيث يستر الاشياء ويغشاها والسبات ضرب من الإغماء يعترى اليقظان مرضا فشبه النوم به والنشور هنا الاحياء شبه اليقظة به ويحتمل ان يريد بالنشور وقت انتشار وتفرق واناسى قيل هو جمع انسان والياء المشددة بدل من النون فى الواحد قاله سيبويه وقال المبرد هو جمع انسى والضمير فى صرفناه عائد على القرءان وان لم يتقدم له ذكر ويعضد ذلك قوله وجاهدهم به جهادا كبيرا
وقوله تعالى وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج مرج معناه خلط