تخف انى لا يخاف لدى المرسلون
وقوله تعالى إلا من ظلم قال الفراء وجماعة الاستثناء منقطع وهو اخبار عن غير الانبياء كأنه سبحانه قال لكن من ظلم من الناس ثم تاب فإنى غفور رحيم وهذه الاية تقتضى المغفرة للتائب والجيب الفتح فى الثوب لرأس الانسان
وقوله تعالى فى تسع ءايات متصل بقوله الق وادخل يدك وفيه اقتضاب وحذف والمعنى فى جملة تسع ءايات وقد تقدم بيانها والضمير فى جاءتهم لفرعون وقومه وظاهر قوله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها حصول الكفر عنادا وهى مسئلة خلاف قد تقدم بيانها وظلما معناه على غير استحقاق للجحد والعلو فى الارض اعظم ءافة على طالبه قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا
وقوله تعالى ولقد آتينا داود وسليمان علما الاية هذا ابتداء قصص فيه غيوب وعبر
وورث سليمان داود اي ورث ملكه ومنزلته من النبوءة بعد موت ابيه وقوله علمنا منطق الطير اخبار بنعمة الله تعالى عندهما فى ان فهمهما من اصوات الطير المعانى التى فى نفوسها وهذا نحو ما كان النبى صلى الله عليه و سلم يسمع اصوات الحجارة بالسلام عليه وغير ذلك حسب ما هو فى الآثار قال قتادة وغيره انما كان هذا الأمر فى الطير خاصة والنملة طائر اذ قد يوجد لها جناحان وقالت فرقة بل مكان ذلك فى جميع الحيوان وانما خص الطير لأنه كان جندا من جنود سليمان يحتاجه فى التظليل من الشمس وفى البعث فى الأمور والنمل حيوان فطن قوى شمام جدا يدخر ويتخذ القرى ويشق الحب بقطعتين ليلا ينبت ويشق الكزبرة بأربع قطع لأنها تنبت اذا قسمت شقين ويأكل فى عامة نصف ما جمع ويستبقي سائره عدة قال ابن العربى فى احكامه ولا خلاف عند العلماء فى ان الحيوانات كلها لها افهام وعقول وقد قال الشافعى الحمام اعقل الطير انتهى
وقوله وأوتينا من كل شىء معناه يصلح لنا ونتمناه


الصفحة التالية
Icon