كان نزل فى مفازة عدم فيها الماء وان الهدهد كان يرى باطن الارض وظاهرها فكان يخبر سليمان بموضع الماء ثم كانت الجن تخرجه فى ساعة وقيل غير هذا والله اعلم بما صح من ذلك ثم توعد عليه السلام الهدهد بالعذاب فروى عن ابن عباس وغيره ان تعذيبه للطير كان بنتف ريشه والسلطان الحجة حيث وقع فى القرءان قاله ابن عباس وفعل سليمان هذا بالهدهد اغلاظا على العاصين وعقابا على اخلاله بنبوته ورتبته والضمير فى مكث يحتمل ان يكون لسليمان اوللهدهد وفى قراءة ابن مسعود فتمكث ثم جاء فقال وفى قراءة ابى فتمكث ثم قال احطت ت وهاتان القراءتان تبينان ان الضمير فى مكث للهدهد وهو الظاهر ايضا فى قراءة الجماعة ومعنى مكث اقام
وقوله غير بعيد يعنى فى الزمن
وقوله احطت اي علمت وقرأ الجمهور سبإ بالصرف على انه اسم رجل وبه جاء الحديث عن النبى صلى الله عليه و سلم من حديث فروة بن مسيك وغيره سئل عليه السلام عن سبإ فقال كان رجلا له عشرة من الولد تيامن منهم ستة وتشاءم اربعة ورواه الترمذى من طريق فروة بن مسيك وقرأ ابن كثير وابو عمرو سبأ بفتح الهمزة وترك الصرف على انه اسم بلدة وقاله الحسن وقتادة
وقوله واوتيت من كل شىء اي مما تحتاجه المملكة قال الحسن من كل امر الدنيا وهذه المرأة هى بلقيس ووصف عرشها بالعظم فى الهيئة ورتبة الملك واكثر بعض الناس فى قصصها بما رأيت اختصاره لعدم صحته وانما اللازم من الاية انها امرأة ملكة على مدائن اليمن ذات ملك عظيم وكانت كافرة من قوم كفار
وقوله الا يسجدوا لله الى قوله العظيم ظاهره انه من قول الهدهد وهو قول ابن زيد وابن اسحاق ويحتمل ان يكون من قول الله تعالى اعتراضا بين الكلامين وقراءة التشديد فى الا تعطي ان الكلام للهدهد وهى قراءة الجمهور وقراءة التخفيف وهى


الصفحة التالية
Icon