كأنهم جعلوا الفزع والصعق فى نفخة واحدة مستدلين بقوله تعالى ثم نفخ فيه اخرى الاية قالوا واخرى لا يقال الا فى الثانية قال ع والأول اصح واخرى يقال فى الثالثة ومنه قوله تعالى ومعناه الثالثة الاخرى
وقوله تعالى الا من شاء الله استثناء فيمن قضى الله سبحانه من ملائكته وانبيائه وشهداء عبيده ان لا ينالهم فزع النفخ فى الصور حسب ما ورد فى ذلك من الاثار قال ع واذا كان الفزع الأكبر لا ينالهم فهم حريون ان لا ينالهم هذه وقرأ حمزة وكل آتوه على صيغة الفعل الماضى والداخر المتذلل الخاضع قال ابن عباس وابن زيد الداخر الصاغر وقد تظاهرت الروايات بأن الاستثناء فى هذه الاية انما اريد به الشهداء لانهم احياء عند ربهم يرزقون وهم اهل للفزع لأنهم بشر لكن فضلوا بالأمن فى ذلك اليوم ت واختار الحليمى هذا القول قال وهو مروى عن ابن عباس ان المستثنى هم الشهداء وضعف ما عداه من الاقوال قال القرطبى فى تذكرته وقد ورد فى حديث ابى هريرة بأنهم الشهداء وهو حديث صحيح انتهى
وقوله تعالى وترى الجبال تحسبها جامدة الاية هذا وصف حال الأشياء يوم القيامة عقب النفخ فى الصور والرؤية هى بالعين قال ابن عباس جامدة قائمة والحسنة الايمان وقال ابن عباس وغيره هى لا اله الا الله وروى عن على بن الحسين انه قال كنت فى بعض خلواتى فرفعت صوتى بلا اله الا الله فسمعت قائلا يقول انها الكلمة التى قال الله فيها من جاء بالحسنة فله خير منها وقال ابن زيد يعطى بالحسنة الواحدة عشرا قال ع والسيئة التى فى هذه آلاية هى الكفر والمعاصى فيمن حتم الله عليه من اهل المشيئة بدخول النار
وقوله انما امرت المعنى قل يا محمد لقومك انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة يعنى مكة وان اتلوا القرءان معناه تابع فى قراءتك اى بين ءاياته واسرد قال ص وان


الصفحة التالية
Icon