أن تدخل فيه قالوا وحسب المؤمن بهذا هولا ومنه قوله تعالى ولما ورد ماء مدين وروت فرقة أثرا أن الله تعالى يجعل النار يوم القيامة جامدة الأعلى كأنها أهالة فيأتي الخلق كلهم برهم وفاجرهم فيقفون عليها ثم تسوخ بأهلها ويخرج المؤمنون الفائزون لم ينلهم ضر قالوا فهذا هو الورود قال المهدوي وعن قتادة قال يرد الناس جهنم وهي سوداء مظلمة فأما المؤمنون فأضاءت لهم حسناتهم فنجوا منها وأما الكفار فأوبقتهم سيئاتهم واحتبسوا بذنوبهم انتهى وروت حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
لا يدخل النار أحد من أهل بدر والحديبية قالت فقلت يا رسول الله وأين قول الله تعالى وإن منكم إلا واردها فقال صلى الله عليه و سلم فمه ثم ننجي الذين اتقوا ورجح الزجاج هذا القول بقوله تعالى إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ت وحديث حفصة هذا أخرجه مسلم وفيه
أفلم تسمعيه يقول ثم ننجي الذين اتقوا وروى ابن المبارك في رقائقه أنه لما نزلت هذه الآية وإن منكم إلا واردها ذهب ابن رواحة إلى بيته فبكى فجاءت امرأته فبكت وجاءت الخادم فبكت وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون فلما انقضت عبرته قال يا أهلاه ما يبكيكم قالوا لا ندري ولكن رأيناك بكيت فبكينا فقال ءاية نزلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ينبئني فيها ربي إني وراد النار ولم ينبئني أني صادر عنها فذلك الذي أبكاني انتهى وقال ابن مسعود ورودهم هو جوازهم على الصراط وذلك أن الحديث الصحيح تضمن أن الصراط مضروب على متن جهنم والحتم الأمر المنفذ المجزوم والذين اتقوا معناه اتقوا الكفر ونذر دالة على أنهم كانوا فيها قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد بعد أن ذكر رواية جابر وابن مسعود في الورود وروي عن كعب أنه تلا وإن منكم إلا ورادها فقال أتدرون ما ورودها أنه يجاء بجهنم فتمسك للناس كأنها متن أهالة يعني الودك الذي يجمد على القدر من المرقة حتى إذا استقرت عليها إقدام