وكان ملك مدين لغير فرعون ولما خرج عليه السلام فارا بنفسه منفردا حافيا لاشىء معه ولا زاد وغير عارف بالطريق اسند امره الى الله تعالى وقال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل ومشى عليه السلام حتى ورد ماء مدين ووروده الماء معناه بلوغه ومدين لا ينصرف اذ هو بلد معروف والامة الجمع الكثير ويسقون معناه ماشيتهم ومن دونهم معناه ناحية الى الجهة التى جاء منها فوصل الى المرأتين قبل وصوله الى الامة وتذودان معناه تمنعان وتحبسان غنمهما عن الماء خوفا من السقاة الأ قوياء وابونا شيخ كبير اي لا يستطيع لضعفه ان يباشر امر غنمه
وقوله تعالى فسقى لهما قالت فرقة كانت ءابارهم مغطاه بحجارة كبار فعمد الى بير وكان حجرها لا يرفعه الا جماعة فرفعه وسقى للمرأتين فعن رفع الصخرة وصفته احداهما بالقوة وقيل وصفته بالقوة لأنه زحم الناس وغلبهم على الماء حتى سقى لهما وقرأ الجمهور يصدر الرعاء على حذف المفعول تقديره مواشيهم وتولى موسى الى الظل وتعرض لسؤال ما يطعمه بقوله رب انى لما انزلت الى من خير فقير ولم يصرح بسؤال هكذا روى جميع المفسرين انه طلب فى هذا الكلام ما يأكله قال ابن عباس وكان قد بلغ به الجوع الى ان اخضر لونه من اكل البقل وريئت خضرة البقل فى بطنه وانه لأكرم الخلق يومئذ على الله وفى هذا معتبر وحاكم بهوان الدنيا على الله تعالى وعن معاذ بن انس قال قال النبى صلى الله عليه و سلم من اكل طعاما فقال الحمد لله الذى اطعمنى هذا الطعام وزرقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذى كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر رواه ابو داود واللفظ له والترمذى وابن ماجه والحاكم فى المستدرك وقال صحيح على شرط البخارى وقال الترمذى حسن غريب انتهى من السلاح
وقوله تعالى فجاءته احداهما تمشى على


الصفحة التالية
Icon