فإن اردت ايها الأخ ان تكون من الأبرار فعليك بالقيام فى الأسحار وقد نقل صاحب الكوكب الدرى عن البزار ان النبى صلى الله عليه و سلم قال اتدرون ما قالت ام سليمان لسليمان عليه السلام يا بنى لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل يدع الرجل فقيرا يوم القيامة انتهى وابتغاء الفضل هو بالمشي والتصرف
وقوله تعالى ونزعنا من كل امة شهيدا اي عدول الامم واخيارها فيشهدون على الامم بخيرها وشرها فيحق العذاب على من شهد عليه بالكفر وقيل له على جهة الأعذار فى المحاورة هاتوا برهانكم ومن هذه الاية انتزع قول القاضى عند ارادة الحكم ابقيت لك حجة
وقوله تعالى ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم الاية كان قارون من قرابة موسى ممن آمن بموسى وحفظ التوراة وكان عند موسى من عباد المؤمنين ثم ان الله اضله وبغى على قومه بأنواع البغى من ذلك كفره بموسى وقال الثعلبى قال ابن المسيب كان قارون عاملا لفرعون على بنى اسراءيل ممن يبغى عليهم ويظلمهم قال قتادة بغى عليهم بكثرة ماله وولده انتهى ت وما ذكره ابن المسيب هو الذى يصح فى النظر لمتأمل الاية ولولا الاطالة لبينت وجه ذلك والمفاتح ظاهرها انها التى يفتح بها ويحتمل ان يريد بها الخزائن والأوعية الكبار قاله الضحاك لأن المفتح فى كلام العرب الخزانة واما قوله لتنوء فمعناه تنهض بتحامل واشتداد قال كثير من المفسرين ان المراد ان العصبة تنوء بالمفاتح المثقلة لها فقلب ت وقال عريب الاندلسى فى كتاب الأنواء له نوء كذا معناه ميله ومنه لتنوء بالعصبة انتهى وهو حسن ان ساعده النقل وقال الداودى عن ابن عباس لتنوء بالعصبة اولى القوة يقول تثقل وكذا قال الواحدي انتهى واختلف فى العصبة كم هم فقال ابن عباس ثلاثة وقال قتادة هم من العشرة الى الأربعين قال البخارى يقال الفرحين المرحين قال الغزالى فى الأحياء الفرح بالدنيا والتنعم بها سم قاتل يسري فى العروق


الصفحة التالية
Icon