وقال ابن العربى فى احكامه وفى معنى النصيب ثلاثة اقوال الاول لا تنس حظك من الدنيا اي لا تغفل ان تعمل فى الدنيا للآخرة الثانى امسك ما يبلغك فذلك حظ الدنيا وانفق الفضل فذلك حظ الآخرة الثالث لا تغفل عن شكر ما انعم الله به عليك انتهى وقولهم واحسن كما احسن الله اليك امر بصلة المساكين وذوي الحاجات ص كما احسن الكاف للتشبيه او للتعليل انتهى وقول قارون انما اوتيته على علم عندى قال الجمهور ادعى ان عنده علما استوجب به ان يكون صاحب ذلك المال ثم اختلفوا فى ذلك العلم فقال ابن المسيب اراد علم الكيمياء وقال ابو سليمان الدارانى اراد العلم بالتجارة ووجوه تثمير المال وقيل غير هذا
وقوله تعالى ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال محمد بن كعب هو كلام متصل بمعنى ما قبله والضمير فى ذنوبهم عائد على من اهلك من القرون اي اهلكوا ولم يسئل غيرهم بعدهم عن ذنوبهم اي كل احد انما يكلم ويعاتب بحسب ما يخصه وقالت فرقة هو اخبار مستأنف عن حال يوم القيامة وجاءت ءايات اخر تقتضى السؤال فقال الناس فى هذا انها مواطن وطرائف وقيل غير هذا ويوم القيامة هو مواطن ثم اخبر تعالى عن خروج قارون على قومه فى زينته من الملابس والمراكب وزينة الدنيا واكثر الناس فى تحديد زينة قارون وتعيينها بما لا صحة له فتركته وباقى آلاية بين فى اغترار الجهلة والإغمار من الناس
وقوله سبحانه وقال الذين اوتو العلم ويلكم الاية اخبر تعالى عن الذين اوتو العلم والمعرفة بالله وبحق طاعته انهم زجروا الإغمار الذين تمنوا حال قارون وحملوهم على الطريقة المثلى من ان النظر والتمنى انما ينبغى ان يكون فى امور آلاخرة وان حالة المؤمن العامل الذى ينتظر ثواب الله تعالى خير من حال كل ذى دنيا ثم اخبر تعالى عن هذه النزعة وهذه القوة فى الخير والدين انها لا يلقاها اي لا يمكن فيها ويخولها الا الطابر على طاعة