فى الاخرة لمن الصالحين اي فى عداد الصالحين الذين نالوا رضا الله عز و جل وقول لوط ائنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل قالت فرقة كان قطع الطريق بالسلب فاشيا فيهم وقيل غير هذا والنادى المجلس الذى يجتمع الناس فيه واختلف فى هذا المنكر الذى يأتونه فى ناديهم فقالت فرقة كانوا يخذفون الناس بالحصباء ويستخفون بالغريب والخاطر عليهم وروته ام هانىء عن النبى صلى الله عليه و سلم وكانت خلقهم مهملة لا يربطهم دين ولا مروءة وقال مجاهد كانوا يأتون الرجال فى مجالسهم وبعضهم يرى بعضا وقال ابن عباس كانوا يتضارطون ويتصافعون فى مجالسهم وقيل غير هذا وقد تقدم قصص الاية مكررا والرجز العذاب
وقوله تعالى ولقد تركنا منها اي من خبرها وما بقى من آثارها وآلاية موضع العبرة وعلامة القدرة ومزدجر النفوس عن الوقوع فى سخط الله تعالى
وقوله تعالى والى مدين اخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الاخر الاية الرجاء فى آلاية على بابه وذهب ابو عبيدة الى ان المعنى وخافوا وتعثوا معناه تفسدوا والسبيل هى طريق الايمان ومنهج النجاة من النار وما كانوا سابقين اي مفلتين اخذنا وعقابنا وقيل معناه وما كانوا سابقين الأمم الى الكفر وباقى الاية بين
وقوله تعالى ان الله يعلم ما تدعون من دونه من شيىء قيل معناه ان الله يعلم الذين تدعون من دونه من جميع الاشياء وقيل ما نافية وفيه نظر وقيل ما استفهامية قال جابر قال النبى صلى الله عليه و سلم فى قوله تعالى وما يعقلها الا العالمون العالم من عقل عن الله تعالى فعمل بطاعته وانتهى عن معصيته
وخلق الله السموات والارض بالحق اي لا للعبث واللعب بل ليدل على سلطانه وتثبيت شرائعه ويضع الدلالة لاهلها ويعم بالمنافع الى غير ذلك مما لا يحصى عدا ثم امر تعالى نبيه عليه السلام بالنفوذ لأمره وتلاوة القرءان الذى اوحى اليه واقامة الصلاة اي ادامتها والقيام بحدودها ثم اخبر


الصفحة التالية
Icon