وكنت جليسه ومحادثه وانيسه انتهى
وقوله تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن هذه الاية مكية ولم يكن يومئذ قتال وكانت اليهود يومئذ بمكة وفيما جاورها فربما وقع بينهم وبين بعض المؤمنين جدال واحتجاج فى امر الدين وتكذيب فأمر الله المؤمنين الايجادلوهم الا بالتى هى احسن دعاء الى الله تعالى وملاينة ثم استثنى من ظلم منهم المؤمنين وحصلت منه اذية فإن هذه الصنيفة استثنى لأهل الاسلام معارضتها بالتغيير عليها والخروج معها عن التى هى احسن ثم نسخ هذا بعد بأية القتال وهذا قول قتادة وهو احسن ما قيل فى تأويل الاية ت قال عز الدين بن عبد السلام فى اختصاره لقواعد الأحكام فائدة لا يجوز الجدال والمناظرة الا لاظهار الحق ونصرته ليعرف ويعمل به فمن جادل لذلك فقد اطاع ومن جادل لغرض آخر فقد عصى وخاب ولا خير فيمن يتحيل لنصره مذهبه مع ضعفه وبعد ادلته من الصواب انتهى تنبيه روى الترمذى عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال الحياء والعى شعبتان من الايمان والبذاء والبيان شعبتان من النفاق وروى ابو داود والترمذى عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال ان الله يبغض البليغ من الرجال الذى يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها حديث غريب انتهى وهما فى مصابيج البغوى وروى ابو داود عن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الرجال او الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا انتهى
وقوله تعالى وقولوا ءامنا الاية قال ابو هريرة كان اهل الكتاب يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية للمسلمين فقال النبى صلى الله عليه و سلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا ءامنا بالذى انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون وروى ابن مسعود ان النبى صلى الله عليه و سلم قال لا تسئلوا اهل الكتاب عن شىء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا