ونسيانهم عند ذلك للاصنام وغيرها على ما تقدم بيانه فى غير هذا الموضع الموضع وليكفروا نصب بلام كي ثم عدد تعالى على كفرة قريش نعمته عليهم فى الحرم والمثوى موضع الاقامة والفاظ هذه الاية فى غاية الاقتضاب والايجاز وجمع المعانى ثم ذكر تعالى حال اوليائه والمجاهدين فيه
وقوله فينا معناه فى مرضاتنا وبغيه ثوابنا قال السدى وغيره نزلت هذه الاية قبل فرض القتال قال ع فهى قبل الجهاد العرفى وانما هو جهاد عام فى دين الله وطلب مرضاته قال الحسن بن ابى الحسن آلاية فى العباد وقال ابراهيم ابن ادهم هى فى الذين يعلمون بما علموا وقال ابو سليمان الدارانى ليس الجهاد فى هذه الاية قتال العدو وفقط بل هو نصر الدين والرد على المبطلين وقمع الظالمين واعظمه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومنه مجاهدة النفوس فى طاعة الله عز و جل وهو الجهاد الأكبر قاله الحسن وغيره وفيه حديث عن النبى صلى الله عليه و سلم رجعتم من الجهاد الأصغر الى الجهاد الاكبر والسبل هنا يحتمل ان تكون طرق الجنة ومسالكها ويحتمل ان تكون سبل الاعمال المؤدية الى الجنة قال يوسف بن اسباط هى اصلاح النية فى الاعمال وحب التزيد والتفهم وهو ان يجازى العبد على حسنة بازدياد حسنة وبعلم ينقدح من علم متقدم قال ص والذين جاهدوا مبتدأ خبره القسم المحذوف وجوابه وهو لنهدينهم انتهى وقال الثعلبى قال سهل بن عبد الله والذين جاهدوا فى اقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة انتهى واللام فى قوله لمع لام تاكيد
تفسير سورة الروم وهى مكية اتفاقا