اللفظة انها الخلقة والهيئة التى فى نفس الطفل التى هى معدة مهيئة لأن يميز بها مصنوعات الله ويستدل بها على ربه ويعرف شرائعه ويؤمن به فكانه تعالى قال اقم وجهك للدين الذى هو الحنيف وهو فطرة الله الذي على الإعداد له فطر البشر لكن تعرضهم العوارض ومنه قوله صلى الله عليه و سلم فى الحديث الصحيح كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه الحديث ثم يقول فطرة الله الاية الى القيم فذكر الأبوين انما هما مثال للعوارض التى هى كثيرة وقال البخارى فطرة الله هى الاسلام انتهى
وقوله تعالى لا تبديل لخلق الله يحتمل ان يريد بها هذه الفطرة ويحتمل ان يريد بها الانحاء على الكفرة اعترض به اثناء الكلام كأنه يقول اقم وجهك للدين الذى من صفته كذا وكذا فإن هؤلاء الكفرة قد خلق الله لهم الكفر ولا تبديل لخلق الله اي انهم لا يفلحون وقيل غير هذا وقال البخارى لا تبديل لخلق الله اي لدين الله اي لدين الله وخلق الاولين دينهم انتهى والقيم بناء مبالغة من القيام الذى هو بمعنى الاستقامة ومنيبين يحتمل ان يكون حالا من قوله فطر الناس لا سيما على رأى من رأى ان ذلك خصوص فى المؤمنين ويحتمل ان يكون حالا من قوله اقم وجهك وجمعه لان الخطاب باقامة الوجه هو للنبى صلى الله عليه و سلم ولامته نظيرها قوله تعالى يا ايها النبى اذا طلقتم النساء والمشركون المشار اليهم فى هذه الاية هم اليهود والنصارى قاله قتادة وقيل غير هذا
وقوله تعالى واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين اليه الاية ابتداء انحاء على عبدة الاصنام قال ع ويلحق من هذه الالفاظ شىء للمؤمنين اذا جاءهم فرج بعد شدة فعلقوا ذلك بمخلوقين او بحذق آرائهم وغير ذلك لان فيه قلة شكر لله تعالى ويسمى تشريكا مجازا والسلطان هنا البرهان من رسول او كتاب ونحوه
وقوله تعالى فهو يتكلم معناه فهو يظهر حجتهم ويغلب مذهبهم وينطق بشركهم ثم قال تعالى واذا اذقنا الناس