علماؤنا عن مالك قال قال لقمان لابنه يا بنى ان الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون وهو الى الاخرة سراعا يذهبون وانك قد استدبرت الدنيا مذ كنت واستقبلت الاخرة مع انفاسك وان دارا ستسير اليها اقرب اليك من دار تخرج منها انتهى
وقوله ان اشكر يجوز ان تكون ان فى موضع نصب على اسقاط حرف الجر اي بأن اشكر لله ويجوز ان تكون مفسرة اي كانت حكمته دئراة على الشكر لله وجميع العبادات داخلة فى الشكر لله عز و جل وحميد بمعنى محمود اي هو مستحق ذلك بذاته وصفاته
وقوله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن هاتان آلآيتان اعتراض اثناء وصية لقمان ووهنا على وهن معناه ضعفا على ضعف كأنه قال حملته امه والضعف يتزيد بعد الضعف الى ان ينقضى امده وقال ص وهنا على وهن حال من امه اي شدة بعد شدة او جهدا على جهد وقيل وهنا نطفة ثم علقة فيكون حالا من الضمير المنصوب فى حملته انتهى
وقوله تعالى ان اشكر لى ولوالديك قال سفيان بن عيينه من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله تعالى ومن دعا لوالديه فى ادبار الصلوات فقد شكرهما
وقوله سبحانه وإن جاهداك على أن تشرك بي الاية روى ان هاتين الايتين نزلتا فى شأن سعد بن ابى وقاص وامه حمنة بنت ابى سفيان على ما تقدم بيانه وجملة هذا الباب ان طاعة الأبوين لا تراعى فى ركوب كبيرة ولا فى ترك فريضة على الأعيان وتلزم طاعتهما فى المباحات وتستحسن فى ترك الطاعات الندب
وقوله سبحانه واتبع سبيل من أناب الى وصية لجميع العالم وهذه سبيل الأنبياء والصالحين
وقوله تعالى حاكيا عن لقمان يابنى انها ان تك مثقال حبة آلآية ذكر كثير من المفسرين انه اراد مثقال حبة من اعمال المعاصى والطاعات وبهذا المعنى يتحصل فى الموعظة ترجيه وتخويف منضاف الى تبيين قدرة الله تعالى