التى خلت فيها النذر على هذا الوجه لأنها علمت بابراهيم ونبيه وبدعوتهم ولم يأتهم نذير مباشر لهم سوى محمد صلى الله عليه و سلم وقال ابن عباس ومقاتل المعنى لم يأتهم نذير فى الفترة بين عيسى ونبينا محمد صلى الله عليه و سلم
وقوله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض الاية الامر اسم جنس لجميع الامور والمعنى ينفذ سبحانه قضاءه بجميع ما يشاءه ثم يعرج اليه خبر ذلك فى يوم من ايام الدنيا مقداره ان لو سير فيه السير المعروف من البشر الف سنة اي نزولا وعروجا لان ما بين السماء والارض خمس مائة سنة هذا قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما وقيل المعنى يدبر الامر من السماء الى الارض فى مدة الدنيا ثم يعرج اليه يوم القيامة ويوم القيامة مقداره الف سنة من عدنا وهو على الكفار قدر خمسين الف سنة وقيل غير هذا وقرأ الجمهور الذى احسن كل شيىء خلقه بفتح اللام على انه فعل ماض ومعنى احسن اتقن واحكم فهو حسن من جهة ما هو لمقاصده التى اريد لها وقرأ ابن كثير وابو عمرو وابن عامر خلقه بسكون اللام وذهب بعض الناس على هذه القرءاة الى ان احسن هنا معناه الهم وان هذه الاية بمعنى قوله تعالى اعطى كل شيىء خلقه ثم هدى اي الهم والانسان هنا ءادم والمهين الضعيف ونفخ عبارة عن افاضة الروح فى جسد ءادم والضمير فى روحه لله تعالى وهى اضافة ملك الى مالك وخلق الى خالق ويحتمل ان يكون الانسان فى هذه الاية اسم جنس وقليلا صفة لمصدر محذوف
وقوله تعالى وقالوا ائذا ضللنا فى الارض اي تلفنا وتقطعت اوصالنا فذهبنا فى التراب حتى لم نوجد انا لفى خلق جديد اي انخلق بعد ذلك خلقا جديدا انكارا منهم للبعث واستبعادا له ويتوفا كم معناه يستوفيكم روى عن مجاهد ان الدنيا بين يدي ملك الموت كالطست بين يدي الانسان ياخذ من حيث امر
وقوله تعالى ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رءوسهم الاية تعجيب