الاحزاب وحصروا المدينة وذلك فى شوال سنة خمس وقيل اربع من الهجرة وكانت قريظة قد عاهدوا النبى صلى الله عليه و سلم وعاقدوه الا يلحقه منهم ضرر فلما تمكن ذلك الحصار وداخلهم بنو النضير غدروا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونقضوا عهده وضاق الحال على المومنين ونجم النفاق وساءت ظنون قوم ورسول الله صلى الله عليه و سلم مع ذلك يبشر ويعد النصر فالقى الله عز و جل الرعب فى قلوب الكافرين وتخاذلوا ويئسوا من الظفر وارسل الله عليهم ريحا وهى الصبا وملائكة تسدد الريح وتفعل نحو فعلها وتلقى الرعب فى قلوب الكفرة وهى الجنود التى لم تر فارتحل الكفرة وانقلبوا خائبين
وقوله تعالى اذ جاءوكم من فوقكم يريد اهل نجد مع عيينه بن حصن ومن اسفل منكم يريد اهل مكة وسائر تهامة قاله مجاهد وزاغت الابصار معناه مالت عن مواضعها وذلك فعل الواله الفزع المختبل وبلغت القلوب الحناجر عبارة عما يجده الهلع من ثوران نفسه وتفرقها ويجد كان حشوته وقلبه يصعد علوا وروى ابو سعيد ان المؤمنين قالوا يوم الخندق يا نبى الله بلغت القلوب الحناجر فهل من شىء نقوله قال نعم قولوا اللهم استر عوراتنا وامن روعاتنا فقالوها فضرب الله وجوه الكفار بالريح فهزمهم
وقوله سبحانه وتظنون بالله الظنونا الاية عبارة عن خواطر خطرت للمومنين لا يمكن البشر دفعها واما المنافقون فنطقوا ونجم نفاقهم وابتلى المؤمنون معناه اختبروا وزلزلوا معناه حركوا بعنف ثم ذكر تعالى قول المنافقين والمرضى القلوب على جهة الذم لهم ما وعدنا الله ورسوله الاغرورا فروى عن يزيد بن رومان ان معتب بن قشير قال يعدنا محمد ان نفتتح كنوز كسرى وقيصر ومكة ونحن آلان لا يقدر احدنا ان يذهب الى الغائط ما يعدنا الا غرورا وقال غيره من المنافقين نحو هذا
وقوله سبحانه واذ قالت طائفة منهم اي من المنافقين


الصفحة التالية
Icon