خلوا هم منافقوا الأمم وباقى الاية متضح المعنى والسبيلا مفعول ثان لأن اضل متعد بالهمزة وهى سبيل الايمان والهدى والذين ءاذوا موسى هم قوم من بنى اسراءيل ابن عباس وابو هريرة وجماعة الاشارة الى ما تضمنه حديث النبى صلى الله عليه و سلم من ان بنى اسراءيل كانوا يغتسلون عراة وكان موسى رجلا ستيرا حييا لا يكاد يرى من جسده شىء فقالوا والله ما يمنع موسى ان يغتسل معنا الا انه ءادر اوبه برص فذهب يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فلج موسى فى اثره يقول ثوبى حجر ثوبى حجر فمر بهم فنظرواإليه فقالوا والله ما بموسى من بأس الحديث خرجه البخارى وغيره وقيل فى اذايتهم غير هذا فبرأه الله مما قالوا والوجيه المكرم الوجه والقول السديد يعم جميع الخيرات وقال عكرمة اراد لا اله الا الله وباقى الاية بين
وقوله سبحانه انا عرضنا الأمانة على السموات والارض الآية ذهب الجمهور الى ان الأمانة كل شىء يؤتمن الانسان عليه من امر ونهى وشأن دين ودنيا فالشرع كله امانة ومعنى آلآية انا عرضنا على هذه المخلوقات العظام ان تحمل الأوامر والنواهي ولها الثواب ان احسنت والعقاب ان اساءت فابت هذه المخلوقات واشفقت فيحتمل ان يكون هذا بإدراك يخلقه الله لها ويحتمل ان يكون هذا العرض على من فيها من الملائكة وحمل الانسان الأمانة اى التزم القيام بحقها وهو فى ذلك ظلوم لنفسه جهول بقدر ما دخل فيه وهذا هو تأويل ابن عباس وابن جبير قال ابن عباس واصحابه والانسان ءادم تحمل الأمانة فما تم له يوم حتى وقع فى امر الشجرة وقال بعضهم الانسان النوع كله فعلى تأويل الجمهور يكون قولهما فى لآية الأخرى اتينا طائعين اجابة لامر امرت به وتكون هذه الاية إباية واشفاقا من امر عرض عليها وخيرت فيه
وقوله تعالى ليعذب اللام لام العاقبة وكذا قال ابو حيان اللام فى ليعذب للصيرورة لانه لم يحمل الامانة


الصفحة التالية
Icon