على الله كذبا هو ايضا من قول بعضهم لبعض ثم اضرب عن قولهم فقال بل الذين لا يؤمنون بالآخرة فى العذاب يريد عذاب الاخرة لأنهم صائرون اليه ويحتمل ان يريد عذاب الدنيا ايضا والضمير فى قوله افلم يروا لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالاخرة وقفهم الله على قدرته وخوفهم من احاطتها بهم والمعنى اليس يرون امامهم ووراءهم سماءى وارضى وباقى الاية بين ثم ذكر الله تعالى نعمته على داود وسليمان احتجاجا على ما منح محمدا واوبى معناه رجعى معه قال ابن عباس وغيره معنها يا جبال سبحى معه اي يسبح هو وترجع هى معه التسبيح اي تردده بالذكر وقال مؤرج اوبى سبحى بلغة الحبشة وقرأ عاصم والطير بالرفع عطفا على لفظ قوله يا جبال وقرأ نافع وابن كثير والطير بالنصب قال سيبويه عطف على موضع قوله يا جبال لأن موضع المنادى المفرد نصب وقيل نصبها باضمار فعل تقديره وسخرنا الطير والنا له الحديد معناه جعلناه لينا وروى قتادة وغيره ان الحديد كان له كالشمع لا يحتاج فى عمله الى نار والسابغات الدروع الكاسيات ذوات الفضول
وقوله تعالى وقدر فى السرد قال ابن زيد الذى امر به هو فى قدر الحلقة اي لا تعملها صغيرة فتضعف فلا يقوى الدرع على الدفاع ولا تعملها كبيرة فينال لابسها من خلالها وقال ابن عباس التقدير الذى امر به هو فى المسمار وذكر البخارى فى صحيحه ذلك فقال المعنى لا تدق المسمار فيتسلل ولا تغلظه فينقصم بالقاف وبالفاء ايضا رواية ت قال الهروى قوله تعالى وقدر فى السرد السرد متابعة حلق الدرع شيأ بعد شىء حتى يتناسق يقال فلان يسرد الحديث سردا اي يتابعه انتهى
وقوله تعالى ولسليمان الريح المعنى ولسليمان سخرنا الريح وغدوها شهر ورواحها شهر قال قتادة معناه انها كانت تقطع به فى الغدو الى قرب الزوال مسيرة شهر ونقطع فى الرواح من بعد الزوال