معنى أنهى الوسوسة إليه وفي الأعراف باللام فقال أبو البقاء لأنه بمعنى ذكر لهما انتهى ثم أعلمهم سبحانه أن من اتبع هداه فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة وأن من أعرض عن ذكر الله وكفر به فإن له معيشة ضنكا والضنك النكد الشاق من العيش والمنازل ونحو ذلك وهل هذه المعيشة الضنك تكون في الدنيا أو في البرزخ أو في الآخرة أقوال ت - ويحتمل في الجميع قال القرطبي قال أبو سعيد الخدري وابن مسعود ضنكا عذاب القبر وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أتدرون فيمن نزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى أتدرون ما المعيشة الضنك قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في القبر والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا وهي الحيات لكل حية تسعة رؤوس ينفخن في جسمه ويلسعنه ويخدشنه إلى يوم القيامة ويحشر من قبره إلى موقفه أعمى انتهى من التذكرة فإن صح هذا الحديث فلا نظر لأحد معه وإن لم يصح فالصواب حمل الآية على عمومها والله أعلم قال الثعلبي قال ابن عباس فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى قال أجار الله تعالى تابع القرآن من أن يضل في الدنيا أو يشقى في الآخرة وفي لفظ آخر ضمن الله تعالى لمن قرأ القرءان الحديث وعنه من قرأ القرءان واتبع ما فيه هداه الله تعالى من الضلالة ووقاه الله تعالى يوم القيامة سوء الحساب انتهى وقوله سبحانه ونحشره يوم القيامة أعمى قالت فرقة وهو عمى البصر وهذا هو الأوجه وأما عمي البصيرة فهو حاصل للكافر
وقوله سبحانه كذلك أتتك آياتنا فنسيتها النسيان هنا هو الترك ولا مدخل للذهول في هذا الموضع وتنسى أيضا بمعنى تترك في العذاب وقوله سبحانه أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون المعنى أفلم يبين لهم وقرأت فرقة نهد بالنون والمراد بالقرون المهلكين عاد وثمود والطوائف التي كانت قريش تجوز على بلادهم في المرور