وقال عطاء بن أبي رباح حنانا من لدنا بمعنى تعظيما من لدنا قال ع وهو أيضا ما عظم من الأمر لأجل الله عز و جل ومنه قول زيد بن عمرو بن نفيل في خبر بلال والله لئن قتلتم هذا العبد لأتخذن قبره حنانا قال ص قال أبو عبيدة وأكثر ما يستعمل مثنى انتهى والزكاة التنمية والتطهير في وجوه الخير قال مجاهد كان طعام يحيى العشب وكان للدمع في خده مجار ثابتة ولم يكن جبارا عصيا روي أن يحيى عليه السلام لم يواقع معصية قط صغيرة ولا كبيرة والبر كثير البر والجبار المتكبر كأنه يجبر الناس على أخلاقه
وقوله وسلام عليه قال الطبري وغيره معناه وأمان عليه قال ع والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة فيه أشرف وأنبه من الأمان لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه وهو أقل درجاته وإنما الشرف في أن سلم الله عليه وحياه في المواطن التي الإنسان فيها في غاية الضعف والحاجة وقلة الحيلة
واذكر في الكتاب مريم الكتاب هو القرءان والانتباذ التنحي قال السدي انتبذت لتطهر من حيض وقال غيره لتعبد الله عز و جل قال ع وهذا أحسن
وقوله شرقيا يريد في جهة الشرق من مساكن أهلها وكانوا يعظمون جهة المشرق قاله الطبري وقال بعض المفسرين اتخذت المكان بشرقي المحراب
وقوله سبحانه فاتخذت من دونهم حجابا أي لتستتر به عن الناس لعبادتها والروح جبريل عليه السلام
وقوله تعالى قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا المعنى قالت مريم للملك الذي تمثل لها بشرا لما رأته قد خرق الحجاب الذي اتخذته فأساءت به الظن أعوذ بالرحمن منك إن كنت ذا تقى فقال لها جبريل عليه السلام إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا وقرأ أبو عمرو ونافع بخلاف عنه ليهب
قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا والبغي الزانية وروي أن جبريل عليه السلام حين