الآية فيهم وجعل تقصير الليل وزيادة النهار وعكسهما ايلاجا تجوزا وتشبيها وباقى الآية بين
وقوله سبحانه ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ان الله لطيف خبير له ما فى السموات وما فى الارض وان الله لهو الغنى الحميد قوله فتصبح عبارة عن استعجالها اثر نزول الماء وروى عن عكرمة انه قال هذا لا يكون الا بمكة وتهامة قال ع ومعنى هذا انه اخذ قوله فتصبح مقصودا به صباح ليلة المطر وذهب الى ان ذلك الاخضرار فى سائر البلاد يتأخر قال ع وقد شاهدت هذا فى السوس الأقصى نزل المطر ليلا بعد قحط واصبحت تلك الارض الرملة التى تسفيها الرياح قد اخضرت بنبات ضعيف دقيق ت وقد شاهدت انا ذلك بصحراء سواكن بالمشرق وهى فى حكم مكة الا ان البحر قد حال بينهما وذلك ان التعدية من جدة الى سواكن مقدار يومين فى البحر او اقل بالريح المعتدلة وكان ذللك فى اول الخريف واجرى الله العادة ان امطار تلك البلاد تكون بالخريف فقط هذا هو الغالب ولما شاهدت ذلك تذكرت هذه الآية الكريمة فسبحان الله ما اعظم قدرته واللطيف المحكم للأمور برفق
وقوله سبحانه الم تر ان الله سخر لكم ما فى الارض والفلك تجرى فى البحر بامره اي سخر لنا سبحانه ما فى الارض من الحيوان والمعادن وسائر المرافق وباقى الآية بين مما ذكر فى غير هذا الموضع
وقوله سبحانه لكل امة جعلنا منسكا الآية المنسك المصدر فهو بمعنى العبادة والشرعة وهو ايضا موضع النسك وقوله هم ناسكوه يعطى ان المنسك المصدر ولو كان الموضع لقال هم ناسكون فيه
وقوله سبحانه وإن جادلوك الآية موادعة محضة نسختها ءاية السيف وباقى الآية وعيد
وقوله سبحانه إن ذلك فى كتاب يعنى اللوح المحفوظ
وقوله إن ذلك على الله يسير يحتمل أن تكون الإشارة الى الحكم فى الاختلاف