النصيب الادنى وباقي الآية بين ما ذكر في سورة النحل وغيرها ثم زاد سبحانه في توبيخهم وافساد رأيهم بقوله أو من ينشأ في الحلية التقدير أو من ينشأ في الحلية هو الذي يختصم به الله عز و جل والحلية من الذهب والفضة والاحجار وينشأ معناه ينبت ويكبر والخصام المحاجة ومجاذبة المحاورة وقل ما تجد امرأة الا تفسد الكلام وتخلط المعاني وفي مصحف ابن مسعود وهو في الكلام غير مبين والتقدير غير مبين غرضا أو منزعا ونحو هذا وقال ابن زيد المراد بمن ينشأ في الحلبة الاصنام والأوثان لأنهم كانوا يجعلون الحلي على كثير منها ويتخذون كثيرا منها من الذهب والفضة وقرأ أكثر السبعة وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا وقرأ الحرميان وابن عامر عند الرحمن اناثا وهذه القراءة أدل على رفع المنزلة وقوله تعالى أأشهدوا خلقهم معناه أأحضروا خلقهم وفي قوله تعالى ستكتب شهادتهم ويسئلون وعيد مفصح واسند ابن المبارك عن سليمان ابن راشد أنه بلغه أن امرا لا يشهد شهادة في الدنيا الا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الاشهاد ولا يمتدح عبدا في الدنيا الا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الاشهاد قال القرطبي في تذكرته وهذا صحيح يدل على صحته قوله تعالى ستكتب شهادتهم ويسئلون وقوله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد انتهى وقوله سبحانه وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم الآية أي ما عبدنا الأصنام ت وقال قتادة وغيره يعني ما عبدنا الملائكة وجعل الكفار أمهال الله لهم دليلا على رضاه عنهم وان ذلك كالأمر به ثم نفى سبحانه علمهم بهذا وليس عندهم كتاب منزل يقتضي ذلك وانما هم يظنون ويحدسون ويخمنون وهذا هو الخرص والتخرص والامة هنا بمعنى الملة والديانة والآية على هذا تعيب عليهم التقليد وذكر الطبري عن قوم أن الأمة الطريقة ثم ضرب الله المثل لنبيه محمد عليه السلام وجعل له الأسوة فيمن مضى من النذر والرسل وذلك أن


الصفحة التالية
Icon