الا بدوام ذكر المحبوب وان المعرفة لا تحصل الا بدوام الفكر ولن يتيسر دوام الذكر والفكر الا بوداع الدنيا وشهواتها والاجتزاء منها بقدر البلغة والضرورة ثم قال والقرآن جامع لفضل الذكر والفكر والدعاء مهما كان بتدبر انتهى وقوله تعالى قل للذين أمنوا يغفروا الآية قال اكثر الناس هذه الآية منسوخة بآية القتال وقال فرقة بل هي محكمة قال ع الآيى تتضمن الغفران عموما فينبغي ان يقال ان الامور العظام كالقتل والكفر مجاهرة ونحو ذلك قد نسخت غفرانه آية السيف والجزية وما احكمه الشرع لا محالة وان الامور الحقيرة كالجفاء في القول ونحو ذلك تحتمل ان تبقى محكمة وان يكون العفو عنها اقرب الى التقوى وقوله ايام الله قالت فرقة معناه ايام انعامه ونصره وتنعيمه في الجنة وغير ذلك وقال مجاهد ايام الله ايام نقمه وعذابه وباقي الآية بين وقوله سبحانه فما اختلفوا الامن بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم الآية قد تقدم بيان نظيرها في سورة يونس وغيرها وقوله سبحانه ثم جعلناك على شريعة من الامر الآية الشريعة لغة مورد المياه وهي في الدين من ذلك لان الناس يردون الدين ابتغاء رحمة الله والتقرب منه والامر واحد الأمور ويحتمل ان يكون واحد الاوامر والذين لا يعلمون هم الكفار وفي قوله تعالى وان الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين تحقير للكفرة من حيث خروجهم عن ولاية الله تعالى ت وقد قال ص - يوم احد اجيبوهم فقولوا الله مولانا ولا مولى لكم وذلك ان قريشا قالوا للصحابة لنا العزى ولا عزى لكم وقوله عز و جل هذا بصائر للناس يريد القرءان وهو جمع بصيرة وهو المعتقد الوثيق في الشيء كأنه من ابصار القلب قال ابو حيان وقرىء هذه أي هذه الآيات انتهى وقوله سبحانه ام حسب الذين اجترحوا السيئات قيل ان الآية نزلت بسبب افتخار كان للكفار على المؤمنين قالوا لئن كانت آخرة كما تزعمون لتفضلن عليكم فيها كما فضلنا في الدنيا


الصفحة التالية
Icon