وانما الامر فيه الى الله وعلم وقته عنده وانما علي ان ابلغ فقط والضمير في رأوه يحتمل ان يعود على العذاب ويحتمل ان يعود على الشيء المرءي الطالع عليهم وهو الذي فسره قوله عارضا والعارض هو ما يعرض في الجو من السحاب الممطر قال ابن العربي في احكامه عند تفسيره قوله تعالى ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم كل شيء عرض فقد منع ويقال لما عرض في السماء من السحاب عارض لأنه منع من رؤيتها ومن رؤية البدر والكواكب انتهى وروي في معنى قوله مستقبل اوديتهم ان هؤلاء القوم كانوا قد قحطوا مدة فطلع هذ العارض من جهة كانوا يمطرون بها ابدا جاءهم من قبل واد لهم يسمونه المغيث قال ابن عباس ففرحوا به وقالوا هذا عارض ممطرنا وقد كذب هود فيما اوعد به فقال لهم هود عليه السلام ليس الأمر كما رأيتم بل هو ما استعجلتم به في قولكم فاتنا بما تعدنا ثم قال ريح فيها عذاب اليم وفي قراءة ابن مسعود ممطرنا قال هود بل هو ريح بإظهار المقدر وتدمر معناه تهلك والدمار الهلاك وقوله كل شيء ظاهره العموم ومعناه الخصوص في كل ما امرت بتدميره وروي ان هذه الريح رمتهم اجمعين في البحر ثم خاطب جل وعلا قريشا على جهة الموعظة بقوله ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه فما بمعنى الذي وان نافية وقعت مكان ما لمختلف اللفظ ومعنى الآية ولقد اعطيناهم من القوة والغنى والبسط في الأموال والأجسام ما لم نعطكم ونالهم بسبب كفرهم هذا العذاب فانتم احرى بذلك اذا تماديتم في كفركم وقالت فرقة ان شرطية والجواب محذوف تقديره في الذي ان مكناكم فيه طغيتم وهذا تنطع في التاويل وما نافية في قوله فما اغنى عنهم ويقوى ذلك دخول من في قوله من شيء وقالت فرقة بل هي استفهام على جهة التقرير ومن شيء على هذا تاكيد وهذا على غير مذهب سيبويه في دخول من في الجواب وقوله عز و جل ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى الآية مخاطبة


الصفحة التالية
Icon