وأعلم نبيه محمدا ص - بقولهم واعتذارهم قبل أن يصل إليهم فكان كما أخبر الله سبحانه فقالوا شغلتنا أموالنا وأهلونا عنك فاستغفر لنا وهذا منهم خبث وإبطال لأنهم قالوا ذلك مصانعة من غير توبة ولا ندم فلذلك قال تعالى يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ثم قال تعالى لنبيه عليه السلام قل لهم فمن يملك لكم من الله شيئاإن أراد بكم ضرا أي من يحمي منه أموالكم وأهليكم إن أراد بكم فيها سوءا وفي مصحف ابن مسعود إن أراد بكم سوءا ثم رد عليهم بقوله بل كان الله بما تعملون خبيرا ثم فسر لهم العلة التي تخلفوا من أجلها بقوله بل ظننتم الآية وبورا معناه هلكى فاسدين والبوار الهلاك والبور في لغة أزد عمان الفاسد ثم رجى سبحانه بقوله ولله ملك السموات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما ثم إن الله سبحانه أمر نبيه على ما روي بغزو خيبر ووعده بفتحها وأعلمه أن المخلفين إذارأوا مسير رسول الله ص - إلى يهود وهم عدو مستضعف طلبواالكون معه رغبة في عرض الدنيا والغنيمة فكان كذلك وقوله تعالى يريدون ان يبدلوا كلام الله معناه ان يغيروا وعده لأهل الحديبية بغنيمة خيبر وقال ابن زيد كلام الله هو قوله تعالى لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدوا قال ع وهذا ضعيف لأن هذه الآية نزلت في غزوة تبوك في آخر عمره ص - وآية هذه السورة نزلت عام الحديبية وأيضا فقد غزت جهينة ومزينة بعد هذه المدة مع رسول الله ص - يعني غزوة الفتح فتح مكة ت قال الثعلبي وعلى التأويل الأول عامة أهل التأويل وهو أصوب من تأويل ابن زيد
وقوله كذلكم قال الله من قبل يريد وعده قبل باختصاصهم بها وباقي الآية بين وقوله سبحانه ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد قال قتادة وغيره هم هوازن ومن حارب النبي عليه السلام يوم حنين وقال الزهري وغيره هم أهل الردة وبنو حنيفة باليمامة وحكى


الصفحة التالية
Icon