بصدهم ومن قبل المسلمين لرؤيتهم ونظرهم في أمرهم لأجل أن يبلغ الهدي محله وهو مكة والبيت وهذا هو حبس المسلمين وذكر تعالى العلة في أن صرف المسلمين ولم يمكنهم من دخول مكة في تلك الوجهة وهي أنه كان بمكة مؤمنون من رجال ونساء خفي إيمانهم فلو استباح المسلمون بيضتها أهلكوا أولائك المؤمنين قال قتادة فدفع الله عن المشركين بأولائك المؤمنين والوطء هنا الإهلاك بالسيف وغيره ومنه قوله ص - اللهم اشدد وطأتك على مضر قال أبو حيان ولولا رجال جوابها محذوف لدلالة الكلام عليه أي ما كف أيديكم عنهم انتهى والمعرة السوء والمكروه اللاحق مأخوذ من العر والعرة وهو الحرب الصعب اللازم واختلف في تعيين هذه المعرة فقال الطبري وحكاه الثعلبي هي الكفارة وقال منذر المعرة أن يعيبهم الكفار ويقولوا قتلوا أهل دينهم وقال بعض المفسرين هي الملام والقول في ذلك وتألم النفس في باقي الزمان وهذه أقوال حسان وجواب لولا محذوف تقديره لولا هؤلاء لدخلتم مكة لكن شرفنا هؤلاء المؤمنين بأن رحمناهم ودفعنا بسببهم عن مكة ليدخل الله أي ليبين للناظر أن الله يدخل من يشاء في رحمته أي ليقع دخولهم في رحمة الله ودفعه عنهم ت وقال الثعلبي قوله بغير علم يحتمل أن يريد بغير علم ممن تكلم بهذا والمعرة المشقة ليدخل الله في رحمته أي في دين الإسلام من يشاء من أهل مكة قبل أن تدخلوها انتهى
وقوله تعالى لو تزيلوا أي لو ذهبوا عن مكة تقول زلت زيدا عن موضعه إزالة أي أذهبته وليس هذا الفعل من زال يزول وقد قيل هو منه وقرأ أبو حيوة وقتادة تزايلوا بألف أي ذهب هؤلاء عن هؤلاء وقال النحاس وقد قيل إن قوله ولولا رجال مؤمنون الآية يريد من في أصلاب الكافرين ممن سيؤمن في غابر الدهر وحكاه الثعلبي والنقاش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي ص