يدنو إليكم واختلف في الفتح القريب فقال كثير من العلماء هو بيعة الرضوان وصلح الحديبية وقال ابن زيد هو فتح خيبر
وقوله تعالى محمد رسول الله قال جمهور الناس هو ابتداء وخبر استوفى فيه تعظيم منزلة النبي ص -
وقوله والذين معه ابتداء وخبره أشداء ورحماء خبر ثان وهذا هو الراجح لأنه خبر مضاد لقول الكفار لا تكتب محمد رسول الله والذين معه إشارة إلى جميع الصحابة عند الجمهور وحكى الثعلبي عن ابن عباس أن الإشارة إلى من شهد الحديبية ت ووصف تعالى الصحابة بأنهم رحماء بينهم وقد جاءت أحاديث صحيحة في تراحم المؤمنين حدثنا الشيخ ولي الدين العراقي بسنده عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رسول الله ص - قال الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وأخرج الترمذي من طريق أبي هريرة عن رسول الله ص - أنه قال لا تنزع الرحمة إلا من قلب شقي وخرج عن جرير بن عبدالله قال قال رسول الله ص - من لا يرحم الناس لا يرحمه الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهذا الحديث خرجه مسلم عن جرير وخرج مسلم أيضا من طريق أبي هريرة من لا يرحم لا يرحم انتهى وبالجملة فأسباب الألفة والتراحم بين المؤمنين كثيرة ولو بأن تلقى أخاك بوجه طلق وكذلك بذل السلام وطيب الكلام فالموفق لا يحتقر من المعروف شيأ وقد روى الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ص - يقول إذا التقى المسلمان كان أحبهما إلى الله سبحانه أحسنهما بشرا بصاحبه أو قال أكثرهما بشرا بصاحبه فإذا تصافحا أنزل الله عليهما مائة رحمة تسعون منها للذي بدأ وعشرة للذي صوفح انتهى
وقوله تراهم ركعا سجدا أي ترى هاتين الحالتين كثيرا فيهم ويبتغون معناه يطلبون
وقوله سبحانه سيماهم في وجوههم


الصفحة التالية
Icon