هم فحم من جهنم او ليكونن على الله اهون من الجعل الذي يدهده الخراء بانفه ان الله اذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها انما هو مؤمن تقي او فاجر شقي كلكم بنو آدم وآدم من تراب انتهى ونقله البغوي في مصابيحه وقوله تعالى قالت الأعراب آمنا قال مجاهد نزلت في بني اسد وهي قبيلة كانت تجاور المدينة اظهروا الاسلام وفي الباطن انما يريدون المغانم وعرض الدنيا ثم امر الله تعالى نبيه ان يقول لهؤلاء المدعين للايمان لم تؤمنوا أي لم تصدقوا بقلوبكم ولكن قولوا اسلمنا أي استسلمنا والاسلام يقال بمعنيين احدهما الذي يعم الايمان والاعمال وهو الذي في قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام والذي في قوله عليه السلام بني الاسلام على خمس والمعنى الثاني للفظ الاسلام هو الاستسلام والاظهار الذي يستعصم به ويحقن الدم وهذا هو الذي في الآية ثم صرح بان الايمان لم يدخل في قلوبهم ثم فتح باب التوبة بقوله وان تطيعوا الله الآية وقرأ الجمهور لا يلتكم من لات يليت اذا نقص يقال لات حقه اذا نقصه منه وقرأ ابو عمرو لا يالتكم من ألت يألت وهي بمعنى لات وقوله سبحانه انما المؤمنون انما هنا حاصرة وقوله ثم لم يرتابوا أي لم يشكوا ثم امر الله تعالى نبيه عليه السلام بتوبيخهم بقوله اتعلمون الله بدينكم أي بقولكم آمنا وهو يعلم منكم خلاف ذلك لأنه العليم بكل شيء وقوله سبحانه يمنون عليك ان اسلموا نزلت في بني اسد ايضا وقرأ ابن مسعود يمنون عليك اسلامهم وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية والله بصير بما يعلمون


الصفحة التالية
Icon