شهيد قال بعض المتأولين معناه وهو مشاهد مقبل على الأمر غير معرض ولا مفكر في غير ما يسمع ت ولفظ البخاري او القى السمع أي لا يحدث نفسه بغيره شهيد أي شاهد بالقلب انتهى قال المحاسبي في رعايته وقد احببت ان احضك على حسن الاستماع لتدرك به الفهم عن الله عز و جل في كل ما دعاك اليه فانه تعالى اخبرنا في كتابه ان من استمع كما يحب الله تعالى ويرضى كان له فيما يستمع اليه ذكرى يعني اتعاظا واذا سمى الله عز و جل لاحد من خلقه شيأ فهو له كما سمى وهو واصل اليه كما اخبر قال عز و جل ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد قال مجاهد شاهد القلب لا يحدث نفسه بشيء ليس بغائب القلب فمن استمع الى كتاب الله عز و جل أو الى حكمة او الى علم او الى عظة لا يحدث نفسه بشيء غير ما يستمع اليه قد اشهد قبله ما استمع اليه يريد الله عز و جل به كان له فيه ذكرى لأن الله تعالى قال ذلك فهو كما قال عز و جل انتهى كلام المحاسبي وهو در نفيس فحصله واعمل به ترشد وقد وجدناه كما قال وبالله التوفيق وقوله سبحانه ولقد خلقنا السموات والارض الآية خبر مضمنه الرد على اليهود الذين قالوا ان الله خلق الأشياء كلها ثم استراح يوم السبت فنزلت وما مسنا من لغوب واللغوب الاعياء والنصب وقوله تعالى فاصبر على ما يقولون أي ما يقوله الكفرة من اهل الكتاب وغيرهم وعم بذلك جميع الأقوال الزائغة من قريش وغيرهم وسبح معناه صل باجماع من المتأولين ت وفي الاجماع نظر وقد قال الثعلبي وسبح بحمد ربك أي قل سبحان الله والحمد لله قاله عطاء الخراساني انتهى ولكن المخرج في الصحيح انما هو امر الصلاة وقال ابن العربي في احكامه وقوله تعالى ومن الليل فسبحه فيه اربعة اقوال احدها انه تسبيح الله في الليل ويعضد هذا القول الحديث الصحيح من تعار من الليل فقال لا اله الا الله الحديث وقد ذكرناه في سورة المزمل


الصفحة التالية
Icon