عنها قال شارحة ابن عباد الرضى عن النفس اصل جميع الصفات المذمومة وعدم الرضى عنها اصل الصفات المحمودة وقد اتفق على هذا جميع العارفين وارباب القلوب وذلك لأن الرضى عن النفس يوجب تغطية عيوبها ومساويها وعدم الرضى عنها على عكس هذا كما قيل... وعين الرضى عن كل عيب كليلة... ولكن عين السخط تبدي المساويا...
انتهى وقوله تعالى أفرأيت الذي تولى الآية قال مجاهد وابن زيد وغيرهما نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي وذلك انه سمع قراءة النبي ص - ووعظه فقرب من الاسلام وطمع النبي ص - في اسلامه ثم انه عاتبه رجل من المشركين وقال له اتترك ملة آبائك ارجع الى دينك واثبت عليه وانا اتحمل لك بكل شيء تخافه في الآخرة لكن على ان تعطيني كذا وكذا من المال فوافقه الوليد على ذلك ورجع عما هم به من الاسلام واعطى بعض ذلك المال لذلك الرجل ثم امسك عنه وشح فنزلت الآية فيه وقال السدي نزلت في العاصي بن وائل قال ع فقوله واعطى قليلا واكدى على هذا هو في المال وقال مقاتل في كتاب الثعلبي المعنى اعطى الوليد قليلا من الخير بلسانه ثم اكدى أي انقطع ما اعطى وهذا بين من اللغفظ والآخر يحتاج الى رواية وتولى معناه ادبر واعرض عن امر الله واكدى معناه انقطع عطاؤه وهو مشبه بالذي يحفر في الأرض فانه اذا انتهى في حفر بير ونحوه الى كدية وهي ما صلب من الأرض يئس من الماء وانقطع حفره وكذلك اجبل اذا انتهى في الحفر الى جبل ثم قيل لمن انقطع عمله اكدى واجبل ت قال الثعلبي واصله من الكدية وهو حجر في البيريويس من الماء قال الكساءي تقول العرب اكدى الحافر واجبل اذا بلغ في الحفر الى الكدية والجبل انتهى وقوله عز و جل اعنده علم الغيب فهو يرى معناه اعلم من الغيب ان من تحمل


الصفحة التالية
Icon