والتزود لآخرتك وقد روى ابن المبارك في رقائقه عن أبي الدرداء أنه قال يعني لأصحابه لئن حلفتم لي على رجل منكم أنه أزهدكم لأحلفن لكم أنه خيركم وروى ابن المبارك بسنده عن النبي ص - أنه قال يبعث الله تبارك وتعالى يوم القيامة عبدين من عباده كانا على سيرة واحدة أحدهما مقتور عليه والآخر موسع عليه فيقبل المقتور عليه إلى الجنة ولا ينثني عنها حتى ينتهي إلى أبوابها فيقول حجبتها إليك إليك فيقول إذن لا أرجع قال وسيفه في عنقه فيقول أعطيت هذا السيف في الدنيا أجاهد به فلم أزل مجاهدا به حتى قبضت وأنا على ذلك فيرمي بسيفه إلى الخزنة وينطلق لا يثنونه ولا يحبسونه عن الجنة فيدخلها فيمكث فيها دهرا ثم يمر به أخوه الموسع عليه فيقول له يا فلان ما حبسك فيقول ما خلي سبيلي إلا الآن ولقد حبست ما لو أن ثلاثمائة بعير أكلت خمطا لا يردن إلا خمسا وردن على عرقي لصدرن منه ريا انتهى
وقوله تعالى فاليوم لا يؤخذ منكم فدية الآية استمرار في مخاطبة المنافقين قال قتادة وغيره
وقوله تعالى هي مولاكم قال المفسرون معناه هي أولى بكم وهذا تفسير بالمعنى وإنما هي استعارة لأنها من حيث تضمهم وتباشرهم هي تواليهم وتكون لهم مكان المولى وهذا نحو قول الشاعر
... تحية بينهم ضرب وجيع...
وقوله تعالى ألم يأن ابتداء معنى مستأنف ومعنى ألم يأن ألم يحن يقال أنى الشيء يأنى إذا حان وفي الآية معنى الحض والتقريع قال ابن عباس عوتب المؤمنون بهذه الآية وهذه الآية كانت سبب توبة الفضيل وابن المبارك والخشوع الإخبات والتطامن وهي هيئة تظهر في الجوارح متى كان في القلب ولذلك خص تعالى القلب بالذكر وروى شداد بن أوس عن النبي ص - أنه قال أول ما يرفع من الناس الخشوع
وقوله تعالى لذكر الله أي لأجل ذكر الله تعالى ووحيه أو لأجل تذكير الله إياهم


الصفحة التالية
Icon