يقتضي المسارعة والمسابقة وذكر سبحانه العرض من الجنة إذ المعهود أنه أقل من الطول وقد ورد في الحديث أن سقف الجنة العرش وورد في الحديث أن السموات السبع في الكرسي كالدرهم في الفلاة وأن الكرسي في العرش كالدرهم في الفلاة ت أيها الأخ أمرك المولى سبحانه بالمسابقة والمسارعة رحمة منه وفضلا فلا تغفل عن امتثال أمره وإجابة دعوته
... السباق السباق قولا وفعلا... حذر النفس حسرة المسبوق...
ذكر صاحب معالم الإيمان وروضات الرضوان في مناقب صلحاء القيروان قال ومنهم أبو خالد عبد الخالق المتعبد كان كثير الخوف والحزن وبالخوف مات رأى يوما خيلا يسابق بها فتقدمها فرسان ثم تقدم أحدهما على الآخر ثم جد التالي حتى سبق الأول فتخقق عبد الخالق الناس حتى وصل إلى الفرس السابق فجعل يقبله ويقول بارك الله فيك صبرت فظفرت ثم سقط مغشيا عليه انتهى
وقوله سبحانه ما أصاب من مصيبة في الأرض الآية قال ابن زيد وغيره المعنى ما حدث من حادث خير وشر فهذا على معنى لفظ أصاب لا على عرف المصيبة فإن عرفها في الشر وقال ابن عباس ما معناه أنه أراد عرف المصيبة فقوله في الأرض يعني بالقحوط والزلازل وغير ذلك وفي أنفسكم بالموت والأمراض وغير ذلك
وقوله إلا في كتاب معناه إلا والمصيبة في كتاب ونبرأها معناه نخلقها يقال برأ الله الخلق أي خلقهم والضمير عائد على المصيبة وقيل على الأرض وقيل على الأنفس قاله ابن عباس وجماعة وذكر المهدوي جواز عود الضمير على جميع ما ذكر وهي كلها معان صحاح أن ذلك على الله يسير يريد تحصيل الأشياء كلها في كتاب وقال الثعلبي وقيل المعنى إن خلق ذلك وحفظ جميعه على الله يسير انتهى
وقوله لكيلا تأسوا معناه فعل الله هذا كله وأعلمكم به ليكون سبب تسليتكم وقلة اكتراثكم بأمور الدنيا فلا


الصفحة التالية
Icon