مجلز أن رجلا قعد وسط الحلقة فقال حذيفة ملعون على لسان محمد ص - أو لعن الله على لسان محمد ص - من جلس وسط الحلقة قال الترمذي حديث حن صحيح انتهى
وقوله سبحانه يرفع الله الذين آمنوا منكم الآية قال جماعة المعنى يرفع الله المؤمنين العلماء درجات فلذلك أمر بالتفسح من أجلهم وقال آخرون المعنى يرفع الله المؤمنين ولعلماء الصنفين جميعا درجات لكنا نعلم تفاضلهم في الدرجات من مواضع أخر فلذلك جاء الأمر بالتفسح عاما للعلماء وغيرهم وقال ابن مسعود وغيره يرفع الله الذين آمنوا منكم وهنا تم الكلام ثم ابتدأ بتخصيص العلماء بالدرجات ونصبهم بإضمار فعل فللمؤمنين رفع على هذا التأويل وللعلماء درجات وعلى هذا التأويل قال مطرف بن عبد الله بن الشخير فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير دينكم الورع وروى البخاري وغيره عن أبي موسى عن النبي ص - قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله عز و جل ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله عز و جل الذي أرسلت به انتهى
وقوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم ارسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر روي عن ابن عباس وقتادة في سببها أن قوما من شباب المؤمنين وإغفالهم كثرت مناجاتهم للنبي ص - في غير حاجة وكان ص - سمحا لا يرد أحدا فنزلت هذه الآية مشددة عليهم وقال مقاتل نزلت في الأغنياء لأنهم غلبوا الفقراء على مناجاة النبي ص - ومجالسته قال جماعة من


الصفحة التالية
Icon