لنفسه شيئا ولم يعط الأنصار شيئا لغناهم والقربى في الآية قرابته ص - منعوا الصدقة فعوضوا من الفيء
وقوله سبحانه كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم مخاطبة للأنصار لأنه لم يكن في المهاجرين في ذلك الوقت غني والمعنى كي لا يتداول ذلك المال الأغنياء بتصرفاتهم ويبقى المساكين بلا شيء وقد مضى القول في الغنائم في سورة الأنفال وروي أن قوما من الأنصار تكلموا في هذه القرى المفتتحة وقالوا لنا منها سهمنا فنزل قوله تعالى وما أتاكم الرسول فخذوه الآية فرفضوا بذلك ثم اطرد بعد معنى الآية في أوامر النبي ص - ونواهيه حتى قال قوم أن الخمر محرمة في كتاب الله بهذه الآية وانتزع منها ابن مسعود لعنة الواشمة الحديث ت وبهذا المعنى يحصل التعميم للأشياء في قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء
وقوله تعالى للفقراء المهاجرين بيان لقوله والمساكين وابن السبيل وكرر لام الجر لما كانت الجملة الأولى مجرورة باللام ليبين أن البدل إنما هو منها ثم وصفهم تعالى بالصفة التي تقتضي فقرهم وتوجب الشفقة عليهم وهي إخراجهم من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا يريد به الآخرة والجنة أولائك هم الصادقون أي في الأقوال والأفعال والنيات والذين تبوءوا الدار هم الأنصار رضي الله عن جميعهم والضمير في من قبلهم للمهاجرين والدار هي المدينة والمعنى تبوءوا الدار مع الإيمان وبهذا الاقتران يتضح معنى قوله من قبلهم فتأمله قال ص والإيمان منصوب بفعل مقدار أي واعتقدوا الإيمان فهو من عطف الجمل كقوله
علفتها تبنا وماء باردا انتهى وقيل غير هذا وأثنى الله تعالى في هذه الآية على الأنصار بأنهم يحبون المهاجرين وبأنهم يؤثرون على أنفسهم وبأنهم قد وقوا شح أنفسهم ت وروى الترمذي عن أنس قال لما قدم النبي ص - المدينة أتاه المهاجرون فقالوا يا رسول الله ما رأينا قوما ابذل لكثير ولا أحسن مواساة في قليل من